يـَا نُـورَ عَـرْشِ اللَّــهِ .. إنـِّى لائـِــذٌ
برِحـَابِ بابـِـكَ .. مُعْـلِـنــاً إمـْـلاقى
يا سَـيـِّدى أنا لَسْـتُ أحيـا لَحْـظـةً
إلاَّ بـروحِـكَ أيْـنـَـعَــتْ أعْـمـــَـاقى
يا سـيِّدى أنا لسْـتُ أرْجو وَصْلَكُم !!
فَـالوَصْلُ يَـأْتى بَـعْـدَ مُــرِّ فِــــــرَاقِ
كـيـفَ الوِصَـالُ .. وَ أنـتَ لِى فـلَـكٌ بـهِ
روحى تدُورُ .. فتلـتقى وَ تُلاقـــى !!
أقْـسَـمْتُ أنـِّى بـِضْعةٌ مِنْ سِرِّكُمْ !!
بَــلْ بـيْنَ نـعْـلِـكَ سيِّدى وَ السَّاقِ
أرجو الفَـنـَا فى برزخٍ منْ نــورِكُم
وَ يكـونُ فيهِ مـقـعَـدى وَ مَـــسـاقى
و الـلــــهِ لا لُــبٌّ وَ لا لِى مُــهْـجَــةٌ
وَ العـقْـلُ أوْدَى بى إلَى الإغْــرَاقِ
فـأنـا الغـريـقُ .. وَ ساعة أنـا طائِــرٌ
مِـنْ بـعـدِهـا أمْـشِى بغيـْـرِ فـَـواقِ
لمْ أدْرِ كيـفَ وَ لا مَـتى أوْ أيْـنَ مــا
أبصرتُ مِنْ شأنى ..علَى الإطلاقِ
أنا أشتكى دَوْماً مِنَ الطينِ الــذى
سَجَنَ الفُؤادَ وَ ضاقَ مِنـْهُ خناقى
سِجْنٌ لنا الدُّنيا .. وَ جِسْمى قَدْ بَدَا
سِجْناً .. بهِ جُـبٌّ .. وَ ضِيقُ زُقـاقِ
أطْـلِـقْ بحـقِّ اللـهِ روحى فـيــكُـمُ
مِنـْكَ العـطـا .. فأفيـضُ بالإنـفـاقِ
أنفـاسُـكُمْ عِـندى ..تدورُ بأضْلُـعى
فَـأروحُ فى حَـالٍ بــِـهِ اسْـتِـغْرَاقى
فى نورِ تـيـهِ ” مُحمدٍ ” أنـا دائِــرٌ
أُمْـسـى وَ أُصْبـِحُ أسْتـقى وَ أُسَاقى
نُورٌ يَـدُورُ معَ الجوارِحِ فى الدِّمـَا
فَـأقولُ:أيـْنَ أنـــَـا مِنَ العُـشَّـــاقِ!!
قَـدْ أحـرَقَــتْ أنـْـوارُكم كُـلِّــيَّـتـى
فذهِلْتُ عن كُـلِّى ..فَـهَلْ لِى باقى !!
أنا لسْـتُ مُشْـتاقاً !! وَ كيْفَ أكونُهُ!!
وَ القُـوتُ عِـندى قُبْلَتى ..و عَنَاقى
أنابالحبيبِ .. وَ فى الحبيبِ إقامَتى
وَ حبيـبُ روحى مَسكنى وَ رِوَاقى
أنـَا لَــمْ أعُـدْ أبـَداً أنــا .. وَ “مُحَمَّدٌ”
ذاتى وَ كُلِّى .. بلْ وَ حَوْلَ نِطاقى
مَـــا عَــادَ لى إلا بُــكـاءُ مـحــبـــَّـةٍ
مـنـها يـسـيل الدمع مِـلْى ءَ مَــآقى
لم أدْرِ كيْــفَ .. وَ لا لماذا دمعـتى
فوْقَ الخُدودِ تسيلُ مِنْ أحْداقى !!
قالوا : لماذا الدَّمْعُ ؟؟ .. قلتُ:سجِيَّةٌ
فى الطبعِ.. قدْ سالتْ به أعماقى
كُـلِّـى دمـوعٌ .. لَوْ عَـلَوْتَ لِـسِــرِّنـا
لَـفَـهِمْتَ كـيفَ مراحِـم الإشـفـاقِ
فالـدَّمْـعُ فيهِ عبـودَةٌ .. وَ مَـهــابــَـةٌ
وَ كـتــابُ ربـِّى قوْلُــــهُ مِـصْــدَاقى
مقتطفة من قصيدة ” المحراب ” – ديوان ” البريق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى
www.alabd.com
www.attention.fm