” رسـولَ الـلـه ” يا “ جـدِّى ”
أجِـرْنِى مِن ظـنون الوهم ..
ألـــوذُ بكــمْ من الظلمــــات
و الأنـوار .. كَــىّ أفـهـمْ ..
فـَيـوم “ المولـد النبـــوى ”
فى الأسحـار بعـد النــــومْ
رأيـتُ “ البـرزخَ ” المستـورَ
مثـل الكفِّ فـى المعـصـمْ ..
به “ الأرواح ” كـالأطيـــار ..
و الدنـيــــا كمــاء الـيـــــمْ
بــه الأمـوات .. و الأحيـــاء
كـالـمـوتـى و مــن يحــلُم
فــإنْ مـاتوا .. لـه انتبـهوا
و طـــال الحـزن بعـد نـــدم
و لو كُـشـف الغـطــا حقـا
سيصعـق كـل من يُصْدَمْ !!
و قــد شـاهـدتُ أعــــلاهُ
“ بـقـيـعَ الغرْقــدِ ” الأكــرمْ
بــه الأرواح كالأجنـــــــاد
بـلْ كـالــــدُرِّ و الأنــجــــــمْ
*****
و كـان “ الـصــورُ ” فــــوق
“ البرزخ ” المذكور.. مثل الكُمْ!!
و أسفل “بـيـتـهِ المعمور ”
“ بيـــتُ العــــزةِ ” الأكــــــرمْ
و بيــنـهـما خيــوط النــور
تـجـرى بـالـقـضــــا المُـبـْـرَمْ
و كان “ كـتابُه المكنــونُ ”
عـنـد “ الـلوحِ ” تـحت “ قلمْ ”
و كــلُّ مــلائكِ الــرحمن
حـول “ الـعـرش ” تحت قــَدَمْ
و قـد شاهدتُ فِى “ الكرسىِّ ”
خـلْــقَ الـلــه مـثـل عــــدَمْ
و فى الجنات عشتُ “ بكوثر ”
الفــردوس خـيــــــــرِ نـِعـمْ
و حـتى النارَ .. قــد عايَنـْتُ
مـا فـيـــــها بـكل سَـــــقـــمْ
وكـان الـكــلُّ فى فـــــرْدٍ
أراه بـــحـاضـــرٍ و قــــــدَمْ !!
و مــا الأفـلاك و الجنــات
منــه غـيــر بعض الجـســمْ
كــمـرآةٍ بـهـــــا عـَيــــــنُُ
و عَينُ العـَـينِ فى الأقْــــدَمْ
و فى العيـنــيــن .. مـرآة
و لــكـنْ وجهــهـا مـُـبـْـهــَمْ
*****
و قـد شــاهــدتُ رُوحــاً لا
يـحـــــاط بهــا .. و لا تُعلــمْ !!
بهـا الأرواح كــالأطـفــــال
بل كالـحَبِّ فـى السِّمـْسِـمْ
فـتـَـحـْـضـُنها … و ترعاهــا
بــِقـَـلْــبِ أبٍ لــهــا أو أمْ
و فيـها القـِـبــلَــةُ الكبـــرى
و محــرابُُ لِمَــنْ قــــدْ أمّ
و “مشكاة ” ..بـهـا “ المصباح ”
فيه “ الزيــتُ ” بــــدرُُ تـــمّ
و فــيــه “ الكوكبُ الــدُّرِّىُّ ” ..
و “ المصبــاحُ ” كالـبُـرْعُــمْ
و نــورُ الـلـه فـى الأكــوان
يـســرى بـيـنـهم وَ يَـعُـمْ !!
وَ هـمْتُ بها .. فـلـمْ أنطـقْ ..
لـســانى كـان قــد ألجــمْ
فَـهَــمْـهَـمْتُ بـها نــطْـــقاً
بـغــيـر فــصـاحة كالعــجْمْ
مقتطفة من قصيدة ” الموْلد ( الرشد ) ” – ديوان ” الغريق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى
www.alabd.com
للإستماع إلى إذاعة ” حب النبى ” عبر الإنترنت :