لما رأيتك فىَّ .. زاغتْ أعينى ..
و ظللتُ كالمخبولِ فى استغراقِ
و بحثتُ عنى .. لم أَجِدْنى عندنا !!
حتى الكيان.. و طبعة الأخلاقِ !!
هو..فىَّ يَسْرِى فى الدماءِ..و فى النهىَ
و النفسِ.. و الروحِ الخفىِّ الراقى
حتى بجسمى .. تحت كلِ خليَّةٍ..
أو فـوقـها .. أو فـى دمٍ مهــراقِ
وسألتُ:أين أنا!!فقيل:ومَنْ أنا!!
أتظن غيرى فى الوجودِ الباقى!!
سَبَّحْتُ..ثم نظَرْتُ حولى..رَيثما
أحظـى بـبـعـضِ سكينـةٍ و فَـوَاقِ
فوجدته حولى .. و كلِّ عوالمٍ
حـولـى .. أراه بـقـدرةِ الـخَــلاَّقِ
بين الخَفَا فينا .. و سِرِّ ظهورِه
حـار الجميعُ..بـعـقـدةٍ.. و وثــاقِ!!
و نظرتُ من حولى.. و إذْ بكمالِه
يبـدو..بكـل الـكـونِ فى إطــلاقِ
همْ فيه..أو هو فيهمُ..هل عارفٌ
باللـهِ..يدرى الحـقَّ بالإحقــاقِ!!
إنْ كنتَ فيه..وكان فيك..فكيفما
هــذا تـراه بـعيـنِكـمْ و مـآقـى !!
إنْ كنتَ تسمعه.. و إنْ حادثتَه
أَيكـونُ بالشفتيـن و الإنطـاقِ !!
ناجَى”الكليمُ”.. و ما تحدَّث ناطقًا
أبدًا..بمثل الحرْفِ فى الأوراقِ!!
ما قال”موسى”..بل بلُبِّ فؤادِه
نطقًا و سمْعًا..كان فى استغراقِ
لما رأى نارًا.. و لم يَرَ غيرها..
فنِىَ السِوَى..بالنارِ و الإحراقِ..
و الكلُّ راح..بظِلِّه.. و سرابه..
وَ بــدَا الجليـلُ بـعِزَّةِ الإشـراقِ
مقتطفة من قصيدة ” تقديم (الفطرة) “– ديوان ” المَفيق ” – من شعر عبـد اللـه // صلاح الدين القوصى
www.alabd.com