هذه ليلةٌ مباركةٌ عظيمة من قديمٍ معروفة و تحدَّث عنها رسول الله صلَّى الله عليه و سلَّم..
و في حديث سيدنا أبو موسى الأشعري يقول أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد قال له أن هذه الليلة ينظر الله فيها إلى عِباده فيغفر لهم إلاَّ لمشركٍ أو مُشاحِن.. يعني عموم المؤمنين و عموم المسلمين.. المشرك معروف أما المشاحن فهو الذي بينه و بين أخيه مشاحنات و خصام..
و هذا يدعونا إلى صفاء القلوب و إلى التصالح و إلى أن نكون أمةً واحدة على قلب رجلٍ واحد و هو قلب رسول الله صلَّى الله عليه و سلَّم.. الوحدة الإسلامية.. الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعَى له سائر الأعضاء.
كذلك يُسَنُّ فيها الدعاء و إقامة الليل و صيام النهار.. و ليس بالضرورة الدعاء المأثور الذي إختلف فيه العلماء و لكن أي دعاء عند الله طالما هو من جنس الدعاء و أي صلاة طالما هي من جنس الصلاة التي فُرِضَت لا نقول أنها بدعة .. هو يصلي .. و هو يدعو .. و هو يصوم بالنهار فأي بدعة في هذه الأمور!!!!!
هذا لم يخترع بدعة.. حتى لو كانت بدعة نحن نحتاج الآن إلى جمع المسلمين.. نحن ننظر الآن أو كثير من الناس ينظرون إلى القمم الروحية أو إلى الأيام المباركة التي يجتمع فيها المسلمون ثم يحقرون من شأنها!! ليس هذا الأمر هو الصحيح.. إنما إن كانت صادقة فلندعمها و نقويها وننشرها.. و نحن في حاجة إلى جمع الناس.. نُصلِح منها و نغتنم اجتماع المسلمين في هذه الليلة كما نغتنم وجودهم في صلاة الجمعة مثلاً.. أو في أي اجتماع كالموالد مثلاً.. لا نقول أن الموالد بدعة سيئة.. نحولها نحن إلى بدعة حسنة.. نمشي فيها بالشرع .. و لكن لا نفرق المسلمين الذين اجتمعوا على طاعة الله..
فليلة النصف.. يقول الرسول صلى الله عليه و سلم ألا إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها. بعض الليالي ربنا فضلها على بعض.. و في كل المخلوقات .. بعض الجبال مثلاً جبل أحد.. كذلك في الأيام يوم الجمعة و ليلة الجمعة.. و مثل رمضان عن بقية الشهور و هكذا..
فإن لربكم في أيام دهركم نفحات لا يتركها العبد ما معنى نفحة يعني ايه؟؟ يعني يبقى العمل فيها مضاعف الأجر.. نفحة من الله سبحانه و تعالى.. و منها ليلة النصف و شهر شعبان كله.. رجب شهر الله و شعبان شهري.. لو تعلم أمتى ما في شعبان من الخير.. هذا شهرٌ غفل عنه الناس.. هكذا يقول صلى الله عليه و سلم..
و هو تمهيدٌ لرمضان طبعاً..
مقتطفة من حديث لعبد اللـه / / صلاح الدين القوصي – ببرنامج صور مضيئة – القناة الثالثة المصرية