ويقول ﷺ “مَنْ رَآني في المَنَامِ فَقَدْ رَآنِي، فَإنَّ الشَيْطَانَ لايَتَمَثَّلُ بِي”،صحيح ، رواه البخاري والترمذي وأحمد عن”أنس”.
و هذه بشرى عظيمة من رسول الله ﷺ فإن من تشرف برؤيته في المنام فقد رآه حقاً عليه الصلاة و السلام .. و إن الشيطان لا يتمثل به ﷺ …
ولماذا لا يتمثل الشيطان برسول الله !!! لعل الإجابة هينة … فرسول الله هو النور الذاتيّ .. و فيه النور الإلاهيُّ كما أسلفنا .. فكيف لأصل الضلال و الظلام ، و هو إبليس أن يتمثل في صورة النور!! لا يجتمع الضدَّان أبداً و لا يستطيع الشيطان … عنوان الضلال و الظلام أن يتمثل في صورة رسول الله ﷺ ، عنوان النور و أصل الهداية الرَّبَّانيَّة على الكون كله ….
و لا داعي للتعرُّض لتعسُّف البعض ، الذين يشترطون شروطاً لهذه الرؤية ، سواء للرائي أو لصورته ﷺ ، حيث أن بعضهم اشترط أن تكون الصورة المحمدية ، هي بالحِليَة المحمدية.. أي بالصورة الحقيقية البشرية لرسول الله !!!!
و هذا و إن كان من زيادة حرصهم ، على ألا يدَّعي الناس رؤيته ﷺ دون تحقق .. إلا أننا نقول و من منَّا في هذا العصر يعرف الحليَة المحمدية .. أو يعرف ملامح وجهه الشريف عليه الصلاة و السلام !!! و من من الرائين الذين يكرمهم الله تعالى بهذه الرؤية العظيمة ، يستطيع أن يتأمل ملياً في نور وجهه ﷺ حتى يعرف حِليَتُه !!!
يقول “عمرو بن العاص” : “ما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً ، و لو سُئِلت أن أصفه ما أطقت”.
و ما كان ينظر إلى وجهه الشريف غير “أبي بكر و عمر” و بعض خاصة الصحابة عليهم رضوان الله.
ربما كان هذا الشرط يصلح للصحابة أو التابعين رضي الله عنهم ، الذين كانوا يعرفون الوصف الشريف جيداً .. أمَّا القرون التي تلت ، فلا أظن أن هذا الشرط يلزمهم …
كما أننا سبق أن قلنا أن الرؤية قد يعتريها بعض عدم الوضوح ، نظراً لعدم شفافية الرائي و صلاحه بالدرجة الكافية.. ، إنما تأتي الرؤيا كفق الصبح ، حين تكون جزءاً من ستة و أربعين جزءاً من النبوة.. ، أمَّا غيرها فكثيراً ما يلزمها تأويل …
غير أننا نطمئن المتشددين في هذا الأمر فنقول أن رؤيته ﷺ مناماً تترك في الروح و النَفس آثاراً روحية و نورانية ، تظهر على صاحبها و تؤثِّر فيه بحيث لا تدع مجالاً للشك في الرؤيا .. و هذا أمر مُشاهَد و مشهور ، و ليس برأينا نحن فقط و الحمد لله …..
و ارجع إلى كتُب السيرة لتقرأ الكثير عن مثل هذه الأوصاف الكريمة ..
مقتطفة من كتاب ” محمد نبي الرحمة ” – لعبد اللـه / / صلاح الدين القوصي