يا رحمةً عُظمى مِـنْ الخــلاقِ

“جَدِّى” سـلامٌ عاطـــرٌ من ربنـا

أبــــداً عليــك مُعَطِّــراً أوراقـى

زاد الحيا منى ..  فجئتك راجيـاً

يــا رحمةً عُظمى مِـنْ الخــلاقِ

أنــــا سيدى من كل شىء لائذٌ

بــالبـابِ أرجـو مِنْــــحـةَ الرزاقِ

دنياىَ قد أفسدتُ..والأخرى معاً

وفقدتُ أ ُنْسِى مِنْ صَفِىِّ رِفاقِ

أنا  ميتٌ حىٌّ  .. يحيطُ  بِىَ البَلا

من كلِ صوبٍ دون حصنٍ واقى

منها أمــورٌ خانـنى فيـها الهوى

والبعضُ منها  يَـرْتَـجى إغراقى

بعضٌ يريدُ الموتَ لى فى لحظـةٍ

والبعضُ منهم يـبتـغى إحراقى

كيدٌ  وغلٌ ..  فيـــه حقـدٌ حـــارِقٌ

حتى بِجِـنٍّ جِـىءَ بـــالسُّـرَّاقِ!!

“جدى” أنا المحسوبُ عندك سِبْطُكُمْ

ولَكَمْ بَـثـَـثـْتُ الحُبَّ من أشواقى

أنا ليس لى إلاَّك عِـصـمةُ أمرنـا

مهما زللتُ من الهـــوى وأُلاَقى

لا حول لى أبــداً .. و لا لى قُـوّةٌ

وجهــادُ نفـسى  دائمُ  الإخفاقِ

أنا هكذا .. فلقد عَلِمْتُ بطينتى

السُّفلى .. ومهما ترتقى آفاقى

أنا  ريشَةٌ فى بحرِ أجواءِ الهَـوا

بين الذُّرا .. وتَحُطُّ فى الأعمــاقِ

لمْ أدْرِ أيـن أنا!! أَروحى أُطْلِقَتْ

أم أنَّ نفسى فىسجونِ وثــاقى

طَــوْراً أرى الأكوانَ ذرًّا فـانـيــاً

والكعبـــةُ الكُبرى بـِصَـدْرِ رِوَاقِى

فأعيشُ منشرحاً ..ولكن لحظةً

مِنْ بعـــدها أ َهْوِى إلى الأعماقِ

أنا.. من أنا!! مـا لى أُخَلِّطُ ماجناً

وكــأنَّ عقلى صَـــار فى إغـْـلاقِ

بل لا  أراهُ  معى  .. و قلبى  مثله

طــــــارا..فَصِرْتُ بِخَيْبَةِ الأخْـرَاقِ

أين النُّهى والعقلُ!! أين بصيرتى!!

بــــــلْ أين أنــا وأين مـــذاقِــى!!

أََأَعيـشُ فى الدنيا تُرىَ أم أنَّنى

بيــن العــوالــمِ بُعْـثِـــرَتْ أوراقى

باللَّـهِ دُلُّونى .. وقولوا من أنا!!

من أين أشربُ سَيِّدى وأُساقى!!

شَيْبِى كَسَى رَأسِى  و صار عجينـةً

بَيْضَـــا وأنْـــذَرَ بالفَنَـــا وفـِــراقِ

والجسم يبلى .. فيه أسقامٌ  فَشَتْ

لحمـــاً وعظـماً صـــار كـالأوراقِ

وأنا الجَهُولُ .. ولست أدرى مَنْ أنا

والـــروحُ تجهلُ صُحْبَتِى وَرِفاقى

 

مقتطفة من قصيدة ” حالى ” – ديوان ” الوثيق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى