وإيـــمُ اللَّـهِ لـــــــن أَرْضَـــــى
بِـرَشْفِ الطِّفْلِ فى المَـهْدِ!!
فَـــــلا رَشْــــفٌ يـــُــرَوِّيــــنِى
وَلا الكَــاسَاتُ لِــى تُجْـــدِى
فإنى مــــَاردُ الفـــِتْيــــَـــــانِ
لا أخْـــشَى مِـنَ اللَّـــــحْـــدِ
شَرَابُ الكَــــأسِ للنُـــدْمـــانِ
أمَّــا البَحْـــــرُ لِى وَحْـــــدِى
وَقُلتُ لســَـــاقى النُـدْمــــانِ
عُــد بالكأْسِ … لستُ صَــدِ!!
ولا تـــــــــــأتِ لنــا بــالكــــيلِ
فـــى صـــاعٍ وفــــى مُــــدِّ!!
أنـــا الهَيْمـــــانُ والعَطْشـــانُ
والجَـــوْعَــــانُ كالأُســـْــــــــدِ
وَأَقْصِـــرْ فى مَـــلامِـــك لــــ
ـــى فــــإن اللَّــوْمَ لا يُجـــدِى
فَلو ذُقـــــتَ الــــذى أَعْنِـــى
من الأَشــْـــــواقِ والــوَجْـــــدِ
ومــــا يجـــرى مع الأنْفَــــاسِ
مِــنْ دَكٍّ ومِــــــــن هــــــَـــــدِّ
ومـــا تقْــــــضـــى بِـه الأَرْواحُ
قَبْـــــل الحَمـْــــلِ والمهْــــــــدِ
فـــَإن الحُــبَّ فـى الأرواحِ
إنْ لــمْ يُفـــْـــنِها .. يُعْـــــدِى !!
ولا وَصــْــلٌ يـــُـــرَوِّيــــــــــها
وَلَيْسَ الأُنْـــسُ فِى البُـــعْدِ
فــــآهٍ لو عَلِــــــمْتَ بــِـــــــــهِ
وَ ذُقْتَ الـمُــرَّ فى الشَّـــهْدِ
لكُنْتَ مُواسِـــــيا والدَّمـْـــعُ
مِنْكَ يَسِــيــــلُ للخَـــــــــدِّ!!
أنا فى البَحْــــرِ غَطَّـــــــاسٌ
وَدُرُّ البَحْرِ مِنْ صَيْــــــــدِى
أنا الغــَـواصُ أَمــــــــــرُ اللـهِ
لِى بالسَّعــــــــىِ و الـــــــكَدِّ
و رِزْقُ الـلــــــــهِ مَرْهـــــونٌ
بِبَعْضِ البـَــــــــذْلِ للجُهْــدِ
ومـَـــنْ مِنْكُـــمْ يُحِـــبُّ اللّهَ
مِــــنْ دُرِّى لَــــهُ أُهْـــــدِى
وَ مَـن لا يَـرْتَــضــي رِزْقــــاً
يَــبُــوءُ بِــخَــيْــبَـةِ الـعَــوْدِ
أنا الهَيْمانُ فى الرَّحـــْـمـَنِ
لا فــى الكَــــوْنِ والجُــــنْدِ
تَرَكْتُ سـِـــــــواهُ للفِتْــــيانِ
واسْتَـبـْـطَـنْــتُـهُ وحْــــدِى
وما اسْتَظــــْهَرْتُ غَيْــــرَ اللّهِ
فى سَهْـوِى وفى عَمْـــدِى
وما اسْتَظْهَرْتُ واسْتَبْطَـنْتُ
غَيرَ الضِّــــــــدِّ بِالضِّـــــــدِّ
طَرَقْتُ البَابَ .. والرَّحْمَـنُ
ذاتاً مُنْــــــــتَهَى قَصـْــــدِى
فَلا الأَسْمَـــــاءُ تَشْــــغَـــلُنى
ولا صِـفــَـــــةٌ بِهَــــــا وِرْدِى
وَنُـــــورُ الذَّاتِ لى نُـــورِى
وطَمْــسُ الذَّاتِ لى يَهْدِى
بِـــلا فَــــــرْقٍ ولا جَــــــــمـْعٍ
ولا قــــُـــرْبٍ ولا صَــــــــــــدِّ
بِجَمْعِ الجـَـــــمْعِ يُفْنِيــــنِى
وَفِيهِ سَــــلامَــــةُ الــــبَـــــــرْدِ
وفرقُ الجَمْعِ يَصْـــهَرُنِــــى
وكُـــلُّ شــُـــئُـــونِهِ تُـــرْدِى
وهذا الفـَــــرْقُ فى جَمْـــعٍ
وَفَرْقُ الجمْـــعِ فى الـــــرَّدِّ
فما فــــى ذاكَ راحَتــُـــــــنَا
ولا هـــــــذا لَهُ قَصـْــــــدِى
مقتطفة من قصيدة ” الطُّـور ” – ديوان ” الطليق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى