وهما من سماحة النفس وكرمها .. وكذلك هما ضد الغضب .. أما الحلم فهو الصبر على الأذى وطول الأناة وضبط النفس عند الغضب، وأما العفو فهو التجاوز عن الإساءة والصفح الجميل، وهما لا يكونان إلا مع مقدرتك على من أغضبك أو أساء إليك، واللَّه تعالى هو الحليم العفوّ.. فلا يعجل لعباده العقوبة عسى أن يتوبوا.. فإن تابوا عفا عنهم وبدل سيئاتهم حسنات فضلا منه وكرما، ويقول تعالى : ( … فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ … ) (الشورى-40) ويقول فى سورة (النور-22): ( …وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ … )
ومن مأثور دعاء رسول اللَّه ﷺ : اللَّهم إنك عفوّ كريم تحب العفو فاعف عنا.. ، وكان يعلمها للسيدة عائشة رضى اللَّه عنها عندما سألته بماذا تدعو فى ليلة القدر ..، ويقول ﷺ “ما ازداد عبد بعفوٍ إلا عِزًا “.
ومن تجاوز عن سيئات الناس فى الدنيا تجاوز اللَّه عن سيئاته يوم القيامة.
مقتطفة من كتاب ” قواعد الإيمان ( تهذيب النفس ) – الباب الخامس” – للإمام عبد اللـه / / صلاح الدين القوصى