الحب لا يأتي من فراغ و لا من جهل بما تحب .. فلابد أن تعرف شيئا عمن تحب لكي ينبت هذا الحب .. فالمجهول بالكلية لا يحب .. بل قد يكره .. فالإنسان يخشي دائما من المجهول لديه.
و لكن إذا عرفت جانبا عمن تحب و تعلقت به دفعك هذا إلي مزيد من المعرفة و مزيد من التعلق و الحب و تدخل في دائرة “و الذين اهتدوا زادهم هدى و ءاتاهم تقواهم” سورة محمد 17 .
اهتدوا أولا علي قدرهم .. فزادهم الله من فضله بجوده و كرمه و ليس الأمر إدعاء ، و تمنيات ، و غرورا. أعاذنا الله من هذا كله ..
فيا أيها الأخ الكريم ماذا عرفت عن سيدنا رسول الله صلي الله عليه و سلم ليكون بابا لك إلي محبته !!.
أما عرفت إلا خلقه و صفاته !!
أهون ما عرفت عنه صلي الله عليه و سلم بجوار أنواره و روحانياته و ما أفاض الله عليه حتى قال له: “….. و كان فضل الله عليك عظيما”سورة النساء 113 .
ماذا عرفت من فضل الله علي رسوله حتى يكون العبد الأوحد الكامل و يصطف خلفه صفوة البشرية من الأنبياء و المرسلين.
و هل أحببت رسول الله صلي الله عليه و سلم الحب الواجب حتى يدخل الإيمان في قلبك !! و هل عرفت كيف كان الصحابة رضوان الله عليهم يحبون رسولهم و يهابونه و يجلونه !! هلم هلم أيها الأخ المبارك و تدارك ما فاتك من عمرك .. و تعال معي لتلحق حول دائرة الأنوار المحمدية عسانا ننال منها .. ببركته صلي الله عليه و سلم ما ينير قلوبنا فيدخل الإيمان و الإحسان إليها لنكون في النهاية من عباد الله الموحدين حقا و صدقا .. لأن في النهاية “و أن إلي ربك المنتهي” سورة النجم 42 سبحانه جل شأنه العظيم.
مقتطفة من كتاب ” محمد مشكاة الأنوار ﷺ ” – لكاتبه عبد اللـه // صلاح الدين القوصى