” نور هدى الله في القلب – النور الموهوب من الله تعالى “

” نور هدى الله في القلب – النور الموهوب من الله تعالى 

• سبق الحديث عن نور الشرع المكتسب بالتعلم من كتاب الله وأحكامه ..، ولكن هناك نورا آخر من الله تعالى ..، غير مكتسب بجهد ولا بحيلة بل موهوب منه تعالى …

• فإذا نظرت إلى أفعال العباد وحاولت أن تتدبر كيف يُحْدِثُ العبد الفعل لوجدت التسلسل الآتي :
• يبدأ الأمر بخاطر في النفس .. إما خاطر شيطاني ( الذي يأمر بالشر والمعصية ) أو خاطر رحماني ( الذي يأمر بالخير والطاعة ) .. ثم يظل هذا الخاطر يزيد قوة في نفسك حتى تنعقد النية على الفعل ..، ثم العزم على الفعل ذاته ، ثم الفعل نفسه الذي تفعله بالجوارح ..

• وهذا الخاطر أنت لا تستطيع أن تجلبه بنفسك ولا أن ترده بنفسك ، إلا إذا جاءك خاطر آخر مخالف له ، فالخواطر تدفعها الخواطر .. وأنت بين هذه الخواطر لا حول لك ولا قوة اللهم إلا بقوتك الفكرية .. وسبق القول أن قوة النفس الخيالية هي موضع استقبال تلك الخواطر والوسوسة والإلهام ..

• وهذه الخواطر هجومية عليك .. من الله تعالى بلا مقدمات .. فإن كان الغالب على هذه الخواطر أنها رحمانية .. فذلك هو الخير لك ، وإن كان الغالب أنها شيطانية فذلك هو الشر ..

• وهذا هو نور الله تعالى الذي يقذفه في قلب العبد المؤمن .. من عنده تعالى بلا اكتساب من العبد .. ولكن هدية ونفحة من رحمة الله .. وهذا هو النور الحقيقي حيث يقول صلى الله عليه وسلم ” اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ” .. فنور الله تعالى هو نور الهداية ونور البصائر ونور القلوب الذي يعرف به العبد الخير من الشر ..

• ورغم أن هذا النور الموهوب من الله تعالى هو منحة منه جل شأنه .، إلا أن هناك طرقا لاستجلابه أيضا مثل طاعة الله وتقواه – سورة البقرة { واتقوا الله ويعلمكم الله } ..

للاستزادة : باب الجسد والنفس والروح كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 110
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا