• انظر معي إلى بعض آيات من كتاب الله ..
– الأولى يقول في سورة النبأ : { يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا } ..
– والثانية في سورة ( الأنعام – 73 ) : { قوله الحق وله الملك } ..
• فقد نسب الله تعالى الحق إلى نفسه .. ولكن عندما تتكلم المخلوقات فهي تقول ” الصواب ” .. فالحق هو الحق .. أما الصواب فقد يختلف الناس فيه .. على حسب علمهم وإدراكهم وأزمانهم ومجتمعاتهم ..
• فما تراه أنت صوابا .. قد لا يراه غيرك صوابا ..، ولو نظرت إلى شخصين يتجادلان ترى كلا منهما يزعم أنه على صواب ، وأن الحق معه ..
• لذلك فيوم القيامة يقول كل من أذن له الرحمن ما كان يراه صوابا من وجهة نظره ..، ولكن لابد أن يكون للقضية وجه واحد للحق وليس هناك غيره .. وهذا الحق لا يقدر على معرفته إلا الله تعالى ..، بل هو الحق نفسه جل جلاله ..
• فاختلاف قدرات الإنسان على التفكير واختلاف مدى علمه وحسن منطقه وإدراكه ، هي السبب في اختلاف مفهوم الخطأ والصواب عنده ..
• لذلك فالحذر كل الحذر عندما تعرض عليك مسألة أن تكيفها حسب منطقك الخاص ومفهومك الذاتي .. فالحكم الصحيح والمنطق السليم والإدراك المعتدل إنما يكون بشرع الله تعالى وأحكامه التي أنزلها في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ..فلا يصح إلا ما قال عنه الشرع إنه صحيح .. ولذلك كانت صلاحية الشرع لكل زمان .. ولكل مكان ولكل مجتمع .. ولكل عقل .. وهو لا يتأثر بعادات مجتمع ولا تقاليده ولا أفكاره .. فليس هناك ميزان لعقلك ومنطقك إلا ميزان الشرع ، وحكم الشرع ..
• فهذا هو نور الله تعالى الهادي للعقل البشري الذي يفرق به الناس بين الحق والباطل .. وبين الخطأ والصواب ..
• فالمؤمن الحق هو الذي يستمد آراءه وأحكامه من شرع الله تعالى .. وعلى هذا فإن النفس الناطقة إن لم تكن على علم كاف بشرع الله تعالى وحدوده فلا يُعْتَمَدُ على قوتها التفكيرية ولا منطقها .. وهذا هو العلم المنقول المكتسب الذي يصقل قوة النفس .. فالكافر أو الفاسق أو من لا يلتزم بتعاليم الإسلام لا تأخذ منه منطقا ولا تفكيرا سليما .. يقول تعالى { ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا } ..
للاستزادة : باب الجسد والنفس والروح كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 104
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا