من تحتِ عَرْشِ”محمدٍ”..وكماله أجثو..لنورِ الذاتِ..فى الإشراقِ

أنا..يا رسولَ اللـهِ منذ أرادنى

ربِّى .. فكنتُ بقدرةِ الخَلاَّقِ

دنياىَ..والأخرى..وجناتى..بكمْ..

عِشْقِى لكم..يعلو على العشاقِ

فرجوتُ منه عليك خيرَ صلاتِه

من ذاتِ نورٍ فوق كلِّ مرَاقى

تسمو.. وتعلو..لا يُطالُ كمالُها

مهما ارتقى خَلْقٌ من السُبَّاقِ

من نورِ سِرِّ الطَمْسِ..فيها نورُكمْ..

و”الروحُ”..فى نشوىَ بها..وعِناقِ

فتُطَأطِىء الأرواحُ كل رؤوسها..

والمَلْكُ..يحملُها على الأعناقِ

وَ تُحِيلُ أكوانَ الظلامِ بنورها ..

نورًا .. و تُنْهِى كلَّ وجهِ شِقاقِ

فَتُجَدِّدُ الإيمانَ فى الأكوانِ لا 

تُبْقِى لِكُفْرٍ فى الورَى .. من باقى

و يـجودُ ربى .. للعصاةِ بتوبةٍ

تُنْهِى ظلامَ الفِسْقِ .. و الفُسَّاقِ

وَ يُعَـطِّرُ الأكـوانَ نـُـورُ محــبةٍ

مِن كلِّ خلقِ اللـهِ .. للخلاقِ

كلُّ القلوبِ..بها تنيرُ و تهتدى..

فتفيض بالأنوارِ..فى الأعماقِ

و”الروحُ”..يُنْشِدُها.. وكلُّ ملائكٍ

صفًّا.. وخَلْفَ”الروحِ”..باستغراقِ

حتى الكواكبُ فى السما..تشدو بها

والحوتُ..والأسماكُ..فى الأعماقِ

حتى الجبالُ..وشيخها”أُحُدٌ”..بها

صارت تُأوِّبُ.. والبحارُ تلاقى

والوحْشُ..والطيرُ الأليفُ..وكلُّ ما

خَلَقَ العظيمُ .. يَعُجُّ بالأشواقِ

تزهو بها”الفردوسُ”..نورًا ساطعًا

و تقولُ: تاجُ العشقِ و العشاقِ

*******
هى..زينتى..وخزينتى..أُهدِى بها

أهلى .. بنورِ السرِّ .. بالأوساقِ

لا تنتهى أبدًا .. إلى أن نلتقى

بلـواءِ حمدِ اللـهِ يــومَ تلاقى

فتكون أعلاهُ”المحامد”..كلُّها

و تكون أسفله .. صلاةُ الباقى

من تحتِ عَرْشِ”محمدٍ”..وكماله

أجثو..لنورِ الذاتِ..فى الإشراقِ

فَيُقال: هذا .. قد تفَرَّدَ حبُّه..

وَ عَــلاَ عن الأفهامِ و الأذواقِ

هيا اتركوه..مع “الرسولِ المصطفى”..

مِنْ تحتِ أقدامٍ..وعند الساقِ

و يقــال : إنَّـا قد قَبـِلْـنا منـكمُ

ما قلتَ فينا .. من عَطَا الرزاقِ

يا ربُّ .. فاقبلْ ما كتبتُ .. فإنه

من سرِّ نورِ رسولِك المصداقِ

 

 

مقتطفة من قصيدة “مقدمة (الفِطْرَة)” – ديوان “المَفيق” – لعبد اللـه // صلاح الدين القوصي .

www.attention.fm