لَمَّا أَزَحْتَ السـِتْرَ عن نـَفْسِى..بَدَتْ
مرآةُ ذاتـى فى نُهَى الأعمــاقِ!!
“إنَّا كَشَفْنَا اليومَ عنك غطاءَكُمْ”
و سمعتُها كالنفخ فى الأبـواقِ!!
وَتَـبَدَّلَتْ عندى المشاهــدُ كلُّها!!
كـالـنائمِ الـيقظـانِ بـعـد فــواقِ
وَتسارَعَتْ..حتى كأنِّـى أمتطـى
فى سُرْعَتى بَرْقًا.. و ظَهْرَ بُراقِ!!
وَتَنَبَّهَتْ نَفْسِى..فما حولى فَنَا!!
أما الحقائــقُ..فهى ذوقٌ راقى
كلُّ العوالمِ .. غير ما تدرى .. و لا
حتى بوصفٍ جــاء فى أوراقِ!!
كُـلُّ الـعوالـمِ حولـنــا..و أنــا بهــا
مـنها و فـيها..أستَـقِى و أُساقى
حَوْلِــى..أنـــا فيها.. و طَـوْرًا كلُّها
عندى..أراها أعمقَ الأعماقِ!!
و الـنورُ بالـسِرِّ الـمـقدَّسِ ساريا
فـيـهـا .. فـيربـطها بخـيرِ وثــاقِ
نــورٌ تَـجَلَّى للوجــود..مُسَـبِّحًــا..
و بـقــــاؤه الــتقديـــسُ للـخــلاَّقِ
مقتطفة من ” كَشْفُ الغِطاء ” – ديوان ” العريق ” – شعر عبد اللـه / / صلاح الدين القوصى