يـا ربُّ .. رأيـتُـك فـى خـَلْـقِـك
فــى بـحــرٍ .. أو فـى الأنـهـارِ
أو فَـلَـكٍ .. و نـجــومٍ .. تـبـدو
أو قــمـــرٍ .. عـــند الأسحـــارِ
أو طِـفـلٍ .. بـل فى حيـوانٍ !!
أَوْ وَحــشٍ فى قَـفْـرِ صَـحـارِى
يا ربِّـى .. قــصَّــرْتُ يــقــيــنـًا
قـال : انـظــرْ مَـظهـرَ أسرارى
قلــتُ : و قــد عـانـيـتُ كـثـيـرًا
كى أَخـرُجَ من سِجْــن إســارى
لَــمَّــا أنــعـمـتــــمْ بـالــفـضــــلِ
و كـاشَـــفَـنِــى سِــــرُّ الأنـــوارِ
و أفـاضَ .. و أدخلنى الحضرةَ
لــتكــونَ مَــقـــرِّى وَ مَـــزَارِى
قال : قـد اخـتـرنـــاك لِـتَـكْـتـُـبَ
إنْ نَــثـْـرًا .. أو فى الأشــعـــارِ
لِـــتُــعَـــرِّفَ قَــومَــك أنـــوارِى
و تـُــبـَـيــِّـن مــعــنــى الأنــوارِ
كـاشَـفْـنـاكَ .. و عـنـكَ رَفَـعْـنـا
بـعـضـًا مـن حُجُبـِى و سِـتارِى
قــلــتُ : تـبــارك ربـِّــى فــينــا
قال: اصمتْ..و احفظْ أسـرارِى
لا تـَـنــظـــرْ إلا فـى نـَفْــــسِـــك
بالـمِـجْــهَـرِ .. أوْ بالمِـنـظارِ ..
وَ تَـرَيـَّـثْ .. سأُريك عجيبــا ..
وَ أُعـيــرُك مِـنـِّى إبـصـارِى !!
و نـظرتُ إلاهى .. فوجدتـُكَ ..
و احـــتـَــرَقَـــت كـُـلُّ الأغـيــارِ
مِـن بَـعْـدِ جـبالٍ .. و بحــورٍ ..
بل غـابـاتٍ .. بــعـدَ صحـــارِى
و نـجومٍ ..و الـشمسِ..و قمـرٍ..
و كواكـبِ فَــلَــكٍ سَــيَّــــــارِ !!
وَ وَجَـــدتُ خـــلائــــقَ أكـــوانٍ
أنواعـًا .. و الوَحْــشَ الضارِى
وَ عَلَـوْتُ .. و إذْ بــى أنـــظُـــرُ
مــلـكــوتــًاً فــى سَـيـْـــرِ مَــدَارِ
و البرزخَ .. و جنانَ نــعـيــمٍ ..
و جـهنــمَ .. و عذابَ الـنــارِ !!
مقتطفة من قصيدة ” من أنفسكم – باب الشهادة ” – ديوان ” الرشيق ” – من شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى