وَ أَتـَـيْــتَنى نـَوْمــاً و يـقــظانـا بـِماَ
فاقَ العقولَ .. وَ فَوْقَ كُلِّ مَذَاقِ
عَلَّمْتَـنِى .. وَ مَنَحْتَنِى .. يا سيدى
مِنْ بعضِ نورِكَ مُنتـهى إشراقى
وَرَفَعْتَنى فوق الجميع..و قلتَ لى:
حَدِّثـْهُمُ عَـنـِّى .. وَ عن إغداقى
و انـشـرْ لَناَ بَعْضاً من النورِ الذى
قـد ظَلَّ سِـراً مـا ارتقى من راقِ
هذا لكمْ منى خُصوصُُ .. جَلَّ مَنْ
أعـطـى .. وَ جَلَّتْ منحةُ الرزاقِ
إنى اصطفيتُك مِنْ قَديمٍ “خَازِناً”
لِخصوصِ أسـرارى على الآفـاقِ
وَ الآنَ .. قُـمْ بَشِّـرْ .. بما عايـنْـتَهُ
فِـيـنـاَ .. وَ عَـنَّـا .. فُـزْتَ بالإطلاقِ
و إذا هـمْ اعتـرضـوا فلا تعبأ بهمْ
شَـرقاً وَ غَــرْبـاً أو بأرضِ عراقِ !!
هـمْ يحبسون عقولهمْ فيما مَضَى
مِنْ قولِ مُـجْتَهدٍ مَضَى بـِمَـذاقِ
مَا شأنُهُمْ !! حَبسوُا عُقُولهمُ عَلَى
شَرحٍ قــديمٍ كـان فى إغـلاقِ !!
وَ لقد نـَسَوا أنَّ الزمانَ سَيَنـْجلىِ
عِـلْمـاً يُـبَارِى نَـهْـضـةَ الــسُــبَّــاقِ
قـدْ مَـجَّدوا الـقولَ القـديمَ كأنه
مِـنـِّى .. وَ قـالوا إنَّـه مصداقى!!
وَلقد نَسَوا أنىِّ أُخَاطِبُ كلَّ مَنْ
يَـحْـياَ .. وَ حتى نـَفْـخَـةِ الأبواقِ
بِجَوامِعِ الكَلم !! التى لا ينتهى
فَـهْمُُ ُ لَهاَ .. مَهْمَا يَـرَى مِنْ راقى
فى كل عَصر يُـجْـتَـلىَ من قولنـا
مَعْـنـًى يُغـايـرُ ما اجـتـلاهُ الـباقى
فـاصبـرْ بُـنَىَّ عليـهـمُ .. فلعلهــمْ
يوما يعيدوا البحث فى الأعماقِ
رَبىِّ يُــريــهـمْ كُـلَّ يـــومٍ آيــــةً
تُـبْـدِى وَ تـظـهِـرُ قُـدْرَةَ الـخـلاَّقِ
فلـسوف يـوما يـفـهمون رموزكَمْ
إن صارت الأرواحُ فى إشـــراق
مقتطفة من قصيدة ” المؤْتَمَنْ ” – ديوان ” العشيق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى
www.alabd.com