عَالَمُ المُلْكِ ( ٢ / ٢ ) :

وتلاحظ أن كل موجود في هذه العوالم من عوالم الملك والشهادة له نَفْس .

فكل حيوانٍ له نَفْس ، وكل إنسانٍ له نَفْس ، وكل جمادٍ له نَفْس ، وكل نباتٍ له نَفْس .

وهذه النفْسُ هي التي تُدَبِّرُ له سبيل معيشته في هذا العالم ، ” أعطى كل شئ خَلْقه ثم هدى ” …

فالطفل بل وكل حيوان مولود يلقم ثدي الأم عقب الولادة دون تعليم من بشر ، والرياحُ تلقحُ النبات ، والبحارُ فيها الجزْر والمَدُّ ، والأرض فيها البراكينُ والزلازلُ ، والأفلاكُ لها مساراتٌ تَسْبَحُ فيها ، والأرض والسموات قالتا لله تعالى ” أتينا طائعين ” ، والجبال أَوَّبَتْ مع سيدنا داود عليه السلام ، ويسبِّح الرعد بحمده ، ” وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي ” .

فكل هذه المخلوقات لها كيانٌ ووجود ، ثم لها أنفس أيضا تناسب ما خُلقت له ، وما كُلِّفَتْ به .

إذا نقول أن عَالَم الملك أو عَالَم الشهادة أو عَالَم الأفعال والأسماء هو أيضا عَالَمُ الأنفس والأبدان ، وهو أيضا حضرة الرُّوُبوبِيَّة التي يربِّى الله تعالى عبيده فيها ، فيوجدهم وَيُقِيتُهُم ثم يُفْنيهم .

ومعنى هذا أن حضرات الأسماء الإلاهية وما ينتج عنها من أفعال في الكون هي المتصرفة في الحقيقة في عالم الملك والشهادة ، وهو أيضا عَالَمُ الأنفس والأبدان .

 

من مقدمة ” أصول الوصول ” 

لعبد الله / صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا