ونريد أن نشير إلى حقيقة أخرى .. وذلك أن الإنسان وهو نائم .. وعندما تغيب حواسه البشرية ، ولا يعي ما حوله من الماديات ..، فإنه وهو في تلك الحالة يستطيع أن يرى ويسمع ويدرك بكيفية خاصة غير بصره وغير سمعه وإدراكه بمنطقه المعتاد .
ذلك أن الإنسان في داخله قوى أخرى غير مرئية تستطيع أن ترى وتسمع وتدرك بغير الأذن والعين البشريتين وبغير الإدراك المعتاد ، بل والأكثر من هذا أن ما يراه في منامه فهو يتذكره بعد يقظته .. فلابد إذا أن تكون هذه القوى الخفية فيه مشتركة بين النوم واليقظة ..
وتلك هي النفس أو الروح والتي تستطيع بطاقاتها أن تتصل بعوالم أخرى مثل عالم الرؤيا وتقابل الأموات وتتحدث معهم .
وقد قيل إن هذه الطاقة الخفية في الإنسان إذا سبحت خلال نومه في الأرض ولم تتجاوزها ، فإنها لا ترى إلا أضغاث أحلام ..، وإذا سبحت في السموات ، ولكن دون عرش الله تعالى فإنها ترى الرؤيا برمز وتأويل .. أما إذا وصلت إلى العرش فرؤياه حق بلا تأويل ..
بإختصار فإن عالم الرؤيا هو عالم غيبي كامل بمقوماته ورموزه وأسراره ، ولا يمكن الإطلاع عليه بالحواس البشرية من سمع وبصر ، أما السبب في أنك لا ترى عالم المثال ( عالم الرؤيا ) وأنت يقظان ، فذلك لأن بينك وبينه حجابا لا يرفع إلا بنومك ..، ونومك ما هو إلا إلغاء لحواسك البشرية المادية ..، وهذا الحجاب هو في الحقيقة بين النفس أو الروح وبين جسدك المادي والبشري ..
للمزيد حول هذا الموضوع – كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس )) ص 61
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا