صلاة القدس

يـا ربُّ..صـــَلاةً لِحــبيبـك \ مِـــنْ أَعلَى أنوارِ الــقُدْسِ
أنـوارُك..فــيـهـا تــتـــلألأ.. \ و الـكَوْن ..تــــــلألأ كــالــعـــــــرْسِ
لا يَـبـلُــغُ خَـلْــقٌ مَـعْـنـاهــا \ جِناًّ..أو بَـعــضـاً مِنْ إنـــسِ
فـيـهــا..أســـرارُك تــتوالىَ \ لِرسولِك..فَتحاً..فى أُنسِ
يَحْمِلُها”الروحُ”..على كَفٍّ.. \ ويقول:تَعَالَتْ عن لَمْسِ!!
و يُـبـــارِك ربــى..قــائــلَــها \ “بالـقُـدْسِ..وعَرْشٍ..والكُرْسِى”  ..
ما بَيْنَك رَبِّى..و حبيبك.. \ سِــرٌّ..يـتـعــالـى عـن مَــسِّ
أنا..وَجْهِى للكونِ..و لكنْ.. \ الوجهُ الأولُ..”للقدسِ”!!
و تـرَانى..بـيـنـهـما أَحـــيـا \ “مشكاةً”..تخْرُجُ من طَمْــسِ
*******
سِـرُّ الأسرارِ..بَــدَاَ فِـيـنــاَ.. \ لكنْ..مكـــنونٌ بالـحَــبْسِ
بركـاتٌ..تـنـزِلُ مِــنْ رَبِّى \ “لرسولِ اللَّهِ”..بها يُمْسِى
فى”الملأ الأعلى”..يذكُرُها \ فتزيدُ صلاةً..عن أَمْسِ  !!
والكونُ..جميعا..يَشْرَبُها.. \ مِـنْ يَـدِ”مولانا”..بالكأسِ
و”العارفُ”..يَرْفُض كاساتٍ!! \ و يحاربُ بالسيفِ..و تِرْسِ !!
وَ يَـعُـــبُّ..وَ يَشْــرَبُـهـا دَنــا \ و يـنـير الـروحَ مـع الـنفْسِ
و”الروحُ”..بها يَرقُصُ طَرَباً \ وَ تعِــيدُ الـعـِرْفَـان..بحـِـسِّ
و يقولُ الكونُ”محمدُنا”.. \ قد أصبح فينا..كالـشمـسِ
أنوارُ السِـرِّ..به ظَــهَــرَتْ.. \ و انكشفَ الوجهُ..من الرأسِ!!
*******
اللَّــهُ قــديـمــا..قــد صلَّى \ و المَلَكُ..و أرواحُ الإنسِ
و الكونُ جميعا..يَتبَعُهُم.. \ جِنساً..يتَطَاوَلُ..عن جِنسِ
تــتجَــدَّدُ..مـولاىَ..تِـبَـاعاً \ و تزِيدُ الحاضرَ..عَنْ أمسِ
و الرحمةُ..تغمُرُ  قارئـهـا.. \ فِى العَيْشِ..و مِنْ بَعْدِ الرِمْسِ
هى”غُسْلٌ..و الكَفَنُ..و عَلَمَ”.. \ يَحْمِلُها القارئُ..فى البأسِ
مِنْ قَلْبِ القـارئِ..مُمْـتداً \ “لرسولِ اللَّهِ”..بلا حَـبْسِ
و تكونُ..”العُدَّةُ..و عَتَادٌ”.. \ بالحَـرْبَةِ..منـهـا و الــتـِرْسِ
عَنْ شَــرٍّ..أو غَـدْرٍ..يأتى.. \ أو عَيْنِ الحاسدِ..مِنْ مَسِّ
فتكونُ”سكِينتهُ”..فــيهـا.. \ و الحِصْنُ..لِجَسَدٍ..أو نفْسِ
*******
يا ربُّ..تـقَــبَّل صـلــواتــى \ و اجعلْها..فى حَرَمِ”القُدْسِ”
فى نورِ الذاتِ..و فى نورٍ \ لِنبيك..يظهر فى الطَمْسِ
و اجعلْــهـا..ذِكْــراً للــمــلأ \ الأعلى..و”العَرْشِ مع الكُرْسِى”
و”القلمِ..وميزانٍ”..يُحْصِى.. \ و”صحائفَ”..أعمالِ الإنسِ
يا ربُّ..تَقَـبَّلْ صلواتـــى.. \ منكمْ..و إليكمْ..كالـعُـرْسِ
فى حُبِّ نبيِّك..ورسولِك \ زِدْنى..فى الروحِ و فى الحِسِّ
و اجعلْنى..دَوْماً لِحبيبك \ “كالظِلِّ”..قريبا من لَمْسِ
فى كلِّ الأحوالِ..أَجِدْه.. \ قُدَّامى..أُصْبحُ..أو أُمْسِى
يا ربُ..صـلاةً لحـبـيـبك.. \ مِنْ نورِ صفاتِك و”القُدْسِ”
يَقْبَلُها..”جَــدِّى”..مُبْتَسِماً \ ويقول:رجاؤك..فِى نَفْسى
وَ قَــبـلْنــا..صلـــواتِـك فِيناَ \ و الأهْلِ..و صَحْبٍ فى أُنسِ
“أَبُنىَّ”..عليكم صلواتى.. \ مِنْ ذاتِ النورِ..و من”قُدْسِ”
زِدْنـــاَ..فــنـــزيدك أنـــواراً \ فَصَلاتك..صارتْ كالشمسِ
***********

* قصيدة “صلاة القدس” من ديوان ” الوفيق” – لعبد اللـه // صلاح الدين القوصي .

www.alabd.com