فانظُرْ بِعَيْنِ بَصِيرةٍ و اشْهَدْ له
ما ثَمَّ حَىٌّ فى الشهودِ سِوَاهُ
و اكْشِفْ مِنَ الآثَارِ بعضَ صفَاتِه
و افهَمْ مِنَ الأسْماءِ ما سَوَّاهُ
و اشْهَدْ فِعالَ القَهْرِ فى سُلْطَانِهِ
إنْ كُنْتَ ذوَّاقاً لِماَ أجْلاهُ
ذُقْ مِنْهُ لُطْفاً خَافِياً فى كَونِهِ
و انعَمْ بِلُطْفٍ ظَاهرٍ أبْداهُ
سُبْحانَ مَنْ أخْفَى بِآيَاتٍ لَهُ
فى الكَونِ آياتٍ بِمَا أبْدَاهُ
فَالبَاطِنُ المَخْفِىُّ عَنَّا ظَاهِرٌ
وَ لِمَا بَدَا سِرٌ لَهُ أخْفَاهُ
مَا العَارفُونَ بِهِ تَعَالَى أدْرَكُوا
إلاَّ نُفُوسَهُمُ بِنُورِ هُدَاهُ
فَتَشَاكَلَتْ مِنْهُمْ عَوَارِفُ عِلْمِهِمْ
كُلٌ بِمِرآةٍ لَهُ كنَّاهُ
وَ الوَاسِعُ الوَهَّابُ جَلَّ جلالُهُ
كَنْزٌ وَ ما عَرَفَ الجَلِيلَ سِوَاهُ
مقتطفة من قصيدة ” مرآة قلب ” – ديوان ” الأسير ” – شعر عبد الله / / صلاح الدين القوصى