• وبهذا التفسير المبسط نستطيع أن نفسر عملية الموت بأنها لا هي موت المخ ولا هي موت القلب وتوقفه عن النبض .. ولكنها تحدث أساسا بترك النفس للجسد ..، فيتعطل المخ فورا ولا يستطيع أن يرسل إشاراته إلى القلب لتوقفه عن الإدراك والإحساس لخروج الطاقة التي تغذيه ألا وهي النفس كما قلنا فيموت المخ .. ويليه توقف القلب وعدم سريان الدم في الجسد ثم المظاهر الأخرى للموت ، هذا إذا كان الموت طبيعيا ..
• أما في حالة القتل أو الحوادث التي تتلف الجسد فجأة ، فإن تلف الجسد أو جزء هام منه كالكبد أو القلب مثلا يجعله غير صالح لسريان الدم فيه ..، فإذا توقف الدم أو سال خارج الجسد لم تجد النفس لها مركبا تعيش وتتحرك فيه فتترك الجسد لأنه قد أصبح مسكنا غير صالح لها .. وتتكرر مظاهر الموت السابقة .
• ومن هنا كان عقاب الإسلام الشديد لإتلاف الجسد وقتل النفس .. وذلك لأنه بإتلاف الجسد الذي هو وعاء النفس خرجت منه وهي كارهة لخروجها .. وهي لم تخرج إلا لتلف منزلها وهو الجسد .
• واعلم أن النفس ليست مقصورة ولا محبوسة في الجسد كالمادة في الوعاء ، فليس الجسد حاويا لها .. بحيث أنه لو أن إنسانا قطعت رجلاه مثلا فإن نفسه يقتطع منها جزء على قدر الرجلين ..فليس الأمر كذلك ..، إنما النفس مكتملة في الجسد سواء كان كاملا أو ناقصا .. ولا تنتهي علاقتها به تماما إلا عند الموت فقط ، أما عند النوم فهي خارجه منه حُكْما بكيفية مخصوصة ، ولكن مازال لها إشراف وتدبير له ..
للاستزادة : باب الجسد والنفس والروح كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 80
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا