من أحبَّ شيئاً .. أكثر من ذكره .. وعظَّمَهُ .. وعظَّمَ آثاره .. وأكثر الحديث عنه .. ولا يجد مناسبة للتعبير عن هذا الحُبِّ إلاَّ اقتنصها …
——————————
يقول عبد الله / صلاح الدين القوصي عن ليلة مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم في– قصيدة ” ( اليومُ الأغَرْ ) ” بَلِّغْ سَلامى “” – ديوان ” الفَرِيق “
“فالحورُ” .. من كلِّ الجنان
أَتتْ تغنِّى فى السَحَرْ
زاد الجمـــــــــــــــالُ بــهِــنَّ ..
و النورُ المُصَفَّى .. و الحَورْ
وُلِـــــدَ الحبـيـبُ “محمدٌ” ..
و النورُ منه قد انتـشـرْ
يـا سعـدَ مَـنْ يومًـــــا رآه ..
و مَـنْ لِمجلسِه حَـضَـرْ
حتى .. و لو كانت منامًــا
رؤيـــةٌ .. و بهــا سَكِـــرْ
وَ تنـــادَت السبْعُ الطبـاقُ
و قيل” هَلْ مِن مُدَّكِرْ “!!
و الأرضُ .. قالت: مرحبًا ..
يــا خيرَ ســادات البَشَــرْ
و اللهِ .. ما يمشى بأفضل
منــك فوقى .. أو خَطَرْ
——————————
والاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليس اختراعاً جديداً لعبادة ، ولكنه إظهار لمَحَبَّةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتذكير الناس به ، وتعظيم قدره صلى الله عليه وسلم ، وشكر الله على هذه النعمة العظمى بالزيادة في أوجه البِرِّ والتقوى …
وكم من بدعة ظهرت في الإسلام منذ عهد الصحابة ، وما بعدهم ..، وقيل عنها إنها بدعة حسنة ، باعتبار مسبباتها ، ونتائجها … وعلى سبيل المثال :
جمع القرآن وكتابته .. على عهد الصحابة .
جمع الأحاديث النبوِيَّة وتصنيفها وتدوينها .. على عهد بعض الصحابة والتابعين ومن تلاهم .
جمع المصلِّينَ قِيَامَ الليل في رمضان على إمام واحد ، وقال عمر بن الخطاب ” نِعْمَتْ البدعة هذه “.
جمع الناس علي صلاة التهجُّدِ في عَصْرِنَا ، والصلاة جماعة بها …
ختم القرآن في صلاة القيام في رمضان ، والدعاء جماعة بعد الختمة …
الدعاء جماعة ليلة القدر ، وتأمين الناس على دعاء الداعى …
والعلماء لم يستهجنوا هذه البِدَع ، ولم يرموها بالضلال والمنكر .. ، فلماذا خُصَّ الاحتفال بالمولد الشريف بهذا الاتِّهام .. ، والعلماءُ يستطيعون أن يتخذوا منه منابر للدعوة والهدى !! فضلا عن إيقاظ هِمَمِ المسلمين ، وتَذَكُّرِ ناسيهم ، وإشاعة الفرح ، والسرور ، والروحانية في الأمة الإسلامية كلها !!
” الفرح بمولده صلى الله عليه وسلم ” – من كتاب ” أنوار الإحسان ” – الباب الثالث ( حول نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) – لعبد اللـه // صلاح الدين القوصى