إن للأرواح اجتماعات ولقاءات وامدادا واستمدادا من بعضها البعض ، بل إن لها نَسَبَاً وأُبُوَّة ،، ولكنها ليست كَنَسَبِ الأجساد وقرابتها … ولكنه نَسَبٌ أساسُه وأصلُه التجليات الإلاهية التي تشرب منه كل روح ، ثم تُمِدُّ منها غيرها فيكون شأنها شأن التربية والأبوّة بين الأجساد …
ولاشك أن روح مولانا وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الروح الأعظم والأنور والأقدس بين الأرواح ، وهي مركز أنوار الله تعالى وتجلياته على الكون كله ، وتحمل من الأسرار الإلاهية ما لا تحمله أي روح بشرٍ آخر ، ولابد أن يكون فيها الإيمان كله واليقين كله .. ولذلك قال الله تعالى عنه ” يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ” سورة التوبة – آية 61 .
وكان ذلك قبل خلق الأجساد .. كما في الحديث أن الله تعالى قد خلق الأرواح قبل الأجساد بخمسمائة عام أو كما قال صلى الله عليه وسلم …
ومن البديهي أن تكون أرواح الأنبياء ضمن هذه الأرواح .. بل هي أوائلها وأنورها … فإذا كانت روح ” محمد ” صلى الله عليه وسلم هي التي لها الرياسة والزعامة والقدسية العظمى والأبوّة المطلقة لهذه الأرواح بما فيها أرواح الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه .. فالآن تفهم ببساطة كيف يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو إمام المرسلين .. لأنه من نور روحه صلى الله عليه وسلم سَرَت الأنوار إلى أرواح الأنبياء والمرسلين وهم بعدُ في عالم الأرواح .. فروح كل نبي معلّقة بروح رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وتشرب منها ما يناسبها ، وتأخذ منها كا سبق لها في علم الله أن تأخذ …
من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 78
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا