والحُبُّ هو الميل الطبيعى من المحِبِّ إلى المحبوب،والأئتناس به … ، بحيث لايجد سعادته وراحته إلاَّ بمعرفةٍ .. أو وصل .. أو امتلاك للمحبوب …
الحب يلزمه مُحِبٌّ ومحبوب .. فالمُحِبُّ بدون المحبوب .. ناقصٌ .. مغتربٌ .. وحيدٌ …
والحب مكانه القلب كما نعلم … والقلب محل التقاء النفس بالروح .. لذلك يأتى الحب على أنواع :
– حُبٌّ نفسىٌّ مادىٌّ أو معنوىٌّ …
– حُبٌّ قلبىٌّ نفسى…
– حُبٌّ قلبىٌّ روحىّ …
– والأول حُبُّ نفسىٌّ مادىٌّ أو معنوى … مثاله الحُبُّ بين العوامِّ … فالنفس تميل إلى قضاء شهوتها ولذتها .. ووسيلتها فى ذلك الجسد … فتتعلق النفس بالمحبوبِ ، حيث تقضى حاجتها منه ، وتنال بذلك سعادتها …
وكذلك تتعلق النفس بما يرفع شأنها بين الناس ، فتحب الرياسة والجاه والسلطان والمال والعلم أيضا .. وبهذا تنال شرف الرياسة بين الخلق …
– والثانى : حُبٌّ قلبىٌّ نَفْسىٌّ ، اختلطت فيه بعض أنوار الروح بالنفس فاعتدلت الأخيرة .. وتعلَّقَتْ بالمحبوب من باب الأنس ، والتآلف ، والمماثلة ، والتجانس ، وصارت سعادتها فى التشبُّهِ والتخلُّقِ بأخلاقِ وصفات المحبوب والأنس به ..
– والثالث : حُبٌّ قلبىٌّ روحىٌّ ، طَغَتْ فيه أنوار الروح على القلب .. فصار هَمُّهُ وهمُّهَا الرىَّ والسُقيا وزيادة الأنوار والتجليات عليهما …
مقتطفة من كتاب ” أنوار الأحسان (أصُول الوصُول ) – الباب الرابع ” – لكتابه الإمام عبد اللـه // صلاح الدين القوصى
www.alabd.com