يقول ﷺ : لأمهات المؤمنين.. قبل انتقاله للرفيق الأعلى.. إن أسبقهن فى اللحاق به أطولهن يدًا.. فكن يقسن أطوال أذرعهن ليعرفن من الأسبق لحوقًا برسول اللَّـه .. حتى لحـقـت بـه ﷺالـسـيـدة زيـنـب بـنـت جـحـش .. فـأدركـن أن المقصـود فـى رمز رسول اللَّه بأطولهن يدا !! أى أكرمكن و أكثركن جودًا وسـخاءً ..
و المجال لا يـتسع لضرب أمثلة أخرى.. و ما أكثرها فى أقوال رسول اللَّـه ﷺ .. و ما أكثرها أيضًا فى كتاب اللَّـه تعالى..
و لــكـن تــنـبـه أيــهــا الــقـارئ !!
فنحن مطالبون بالالتزام بظاهر النصوص ولا نحيد عنها..
و لكن إذا كان هناك أكـثـر من معنى يراد فلا مانع من استـنـبـاط هذه المعانى مـا دامت مـطـابـقة للشـرع الـحـنـيـف ..
و إذا كان رسول اللَّه ﷺ يقول “وزنت بالخلق كلهم فرجحت بهم، ثم وزن أبوبكر فرجح بهم، ثم وزن عمر فرجح بهم، ثم وزن عثمان فرجح بهم؛ ثم رفع الميزان”. رواه الطبرانى فى الكبير …
وفى رواية ” وزنت بأمتى فوضعت فى كفة وأمتى فى كفة فرجحت بأمتى، ثم وضع أبو بكر مكانى فرجح بأمتى، ثم وضع عمر مكانه فرجح ثم وضع عثمان مكانه فرجح بهم؛ ثم رفع الميزان” صدق رسول اللَّه، رواه ابن عساكر – عن ابن عمر وأبى أمامة.
إذا الإيمان فى القلوب و الأرواح ليس على درجة واحدة… بل يتفاوت قوة و ضعفا… و قد يقوى الإيمان حتى يصير بوزن إيمان أمة كاملة…
يقول اللَّه تعالى ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِّلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ ۚ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (121)﴾ – سورة النحل
وعندما طلب عمرو بن العاص المدد من عمر بن الخطاب بثلاثة آلاف جندى فى حصار حصن بابليون بمصر ، أرسل ابن الخطاب له ثلاثة رجال !! مـنهم الـمـقـداد بن عمرو (بن الأسود) وقال له ” الرجل منهم بألف رجل ” …
إذًا فابن الخطاب يعلم من رسول اللَّه ﷺ أن الإيمان يتفاوت فى المؤمنين … حتى ليكون واحد منهم بقوة ألف من غيره … أو يزيد … فتنبه!!
انظـر إلى اللفتات فى حديث رسول اللَّه ﷺ..
ثم يقول عليه الصلاة و السلام …” إن الإيمان ليَخْلُق فى جوف أحدكم كما يَخْلُق الثوب، فاسألوا اللَّـه تعالى أن يجدد الإيمان فى قلوبكم ” رواه الطبرانى فى الكبير و الحاكم فى المستدرك عن ابن عمرو بسند حسن ..
و يكون التجديد بالإكثار من قول لا إله إلا اللَّه ” كما فى الحديث ” جددوا إيمانكم، أكثروا من قول “لا إله إلا اللَّه” رواه أحمد فى مسنده و الحاكم فى المستدرك عن أبى هريرة…
و العبرة فى الدين هى بالإيمان … و على قدر قوة الإيمان يكون نور الروح و صلاح العمل …
أين نحن من هؤلاء الذين يغيرون المنكر بقلوبهم… وتراهم يجددون إيمان الأمة وهم جلوس فى ديارهم أينما كانت !!!
مقتطفة من كتاب “مُحَمَّد مشكاة الأنوارﷺ (قطوف محمدية) “- لعبد اللـه // صلاح الدين القوصى