وتجليات الله تعالى علي الأرواح في البرزخ تزيدها قوة واتساعا فيزداد أثرها على النفس والقلب إذا كان صاحبها يعيش على الأرض ، لذلك ينشرح صدره للعبادة ويزداد ورعا وتقوى وكذلك يزداد عبادة وأعمالا صالحة ، وهوعلى الأرض لا يدرى سببا لإقباله على الله تعالى وزيادة بِرِّه وتقواه …
والعكس كذلك إذا ما صَلُح حالُ عبدٍ على الأرض فازداد عبادة وتقوى وورعا ، وازدادت أعمال البر عنده في دنياه ، فإن هذه الأعمال تترجم إلى أنوارٍ تشرق على الروح في البرزخ فتزداد نورانية واتساعا فتكون أهلا لتجليات الله تعالى عليها .
فالحال الأول هبة من الله تعالى للعبد ، والحال الثاني مكتسب من أفعال العبد نفسه … وكلا الأمرين من الله تعالى سبْقاَ وقضاءَ .. ولكن انظر ” رجال يحبهم ويحبونه ” … فهناك قوم هو سبحانه يحبهم وهم أهل الاجتباء والاصطفاء .. وقوم يحبونه هم أهل التوبة والإنابة إليه ..
والعبد في الحالين لا يدري من أي صنف هو ….
وقد يَتَبَدَّلُ الحال …. فيصير المحبٌّ محبوباَ والمحبوبُ مُحِبّاَ .. والله تعالى لا يُسْألُ عما يفعل .. وهو صاحب الفضل والمنّة …
من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 73
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا