• ومن هنا نستجلي معنى دقيقا .. ذلك هو أن الصحابة رضوان الله عليهم قد سبق الإيمان إلى قلوبهم ..، آمنوا أولا .. وانطبع الإيمان في أرواحهم ونفوسهم واستنارت قلوبهم بأنوار الإيمان .. وامتلأت بحب الله ورسوله .. فانبسطت جوارحهم بالطاعات ، وانشرحت صدورهم للإسلام وأوامره ، فهان عليهم تغيير صفاتهم وأوصاف الجاهلية فيهم .. واستبدالها بخلق الإيمان والإحسان .
• أما ما نراه اليوم وقد انشغل الناس بالدنيا ومادياتها .. فقد صار المسلم مسلما وارثة عن أبيه وجده .. ولا وقت عنده لتدبر أو تبصر ليزيد إيمانه ويرسخ يقينه .. فصار قلبه خاويا أو يكاد .. وإيمانه ضعيفا ويقينه مزعزعا ، وصارت تعاليم الإسلام عنده قيودا .. والأوامر والنواهي ثقيلة على النفس .. فأصبح لا يعرف كيف يحب الله ورسوله .. ولا كيف يعبد الله حبا فيه وامتثالا لأوامره جل شأنه ، وشكرا على نعمه ، بل صار يجادل ويناقش حتى في الأوامر الإلهية ويسأل عن سر هذا ومعنى ذاك .. فلا هو قد اطمئن قلبه بالله تسليما .. ولا انشرح صدره للإسلام يقينا .. فوقع في مجاهدة صعبة .
• لذلك نقول إن سبق الإيمان إلى القلوب ييسر الطاعة ويحبب الإسلام إلى النفس ..، أما من سبق إليه الإسلام فأمامه مجاهدة كبيرة حتى تنجلي له علوم القلوب ويرسخ فيه الإيمان ..، وهذا هو أساس التربية في الإسلام ..
• انظر إلى أبي بكر الصديق رضى الله عنه حين تشكو إليه قريش ما يقوله صاحبه محمد أنه قد أُسرى به تلك الليلة ، في تلك المحنة الشديدة ، لم يتردد .. ولم يفكر .. ولكنه قال على الفور ” إن كان قال ذلك فقد صدق !!! ” .
• وانظر إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه وهو يقبل الحجر الأسود يقول ” والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك .. ما قبلتك ..” ، رسول الله الذي حطم الأصنام وحارب الأوثان .. يقبل الحجر الأسود .. ويطوف حول الكعبة .. إذا لا نقاش ولا جدال .. ولا تساؤل .. تسليم ويقين بالله ورسوله .
للاستزادة : باب الإيمان كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 158
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا