أنّ المُرافق موافق والمُجالِس مُجانِس.

رسول اللَّه مُحمّد صلى اللَّه عليه وسلّم كفيل هذه الأمّة .. وهو إمام الموحدين وإمام الشاكرين، وأعرف الخلق بربِّه، وأعبد خلق اللَّه للَّه تعالى، وروحهُ صلّى اللَّه عليه وسلّم مهبِط تجليات اللَّه تعالى، ومركز أنوار تجليات اللَّه جلَّ شأنهُ، ومنها يستمد الكون كلُّه من إنس وجنّ وملائكة وغيرهم، حديثهم وقديمهم، ألا ترى أنَّه امام الأنبياء والرّسل السابقين، وان الإسلام هو شريعة اللَّه تعالى لكلِّ المُرسلين، هو صلّى اللَّه عليه وسلّم رحمةٌ للعالمين أجمعين سابقهم ولاحقهم، وكلُّ إيمان مُستمد من إيمانه صلّى اللَّه عليه وسلّم، فهو يؤمن باللـه ويؤمن للمؤمنين كما قال اللَّه تعالى، وتُعرض أعمالُ أمّتِهِ فيستغفِرُ للمُذنبين منهم، فطوبى ثمَّ طوبى لمن تعلّقت روحُهُ بروح رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم فأتنس بها، وتآلف معها، ثم استمد منها فاستنار بنورها . فلا يفوتك هذا الفضل العظيم، وافهم هذا السرَّ الدقيق الثمينَ .

ولكن اعلم انّ الاستمداد من روحِ سيدنا رسولِ اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم يلزمُه أدب عالٍ، وروح نقيّة طاهرة، تخلّصت من حبِّ الدُّنيا وشهواتِها، وتطهرت من أمراضها من الشُّحِ والبُّخلِ والرِّياءِ والسُّــمعةِ وحبِّ المحمــدة، وحـبِّ الرياســة،  والحسَد والغيبة والنميمة، وكلِّ صفةٍ خبيثة فيها، فأصبحت مُستعدّة للتآلُف مع هذهِ الرُوحِ النيِّرة العظيمة، ألا ترى أنّ المُرافق موافق والمُجالِس مُجانِس ؟؟

وهذا الأمر لا يتأتَّى إلا بِجهاد النَّفس وصدق التوجُّه إلى اللَّه تعالى والإخلاص لَهُ ومزيد الحبِّ الصادِق لرسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم وكثرةِ الصلاةِ عليه والإلتزام بسنَّتِهِ ظاهرًا باطنًا.

مقتطف من كتاب ” مقدمة ( أصول الوصول ) ” – لعبد اللـه // صلاح الدين القوصى رضى اللـه عنه

www.alabd.com