” الجنة ووصفها فالقرءان “

• أوجز صلى الله عليه وسلم وصف الجنة بقوله ” فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت .. ولا خطر على قلب بشر ” .. فإن غاية ما يشعر به البشر هي حواسهم المادية وزينة الحياة الدنيا وشهواتها .. ولذلك كان وصف الجنة من هذا القبيل لتقريب الأمر إلى أحاسيس القارئ ..، ففيها النساء .. والأنهار .. والفواكه والقصور .. إلى آخره ..

• ولكن الأمر في حقيقته لا يتجاوز التشبيه وتقريب المعنى إلى الذهن كما نصف للطفل كل شئ جميل بأنه مثل ” السكر ” .. بل هو نفسه مثل السكر .. فكل حلو عنده وكل مرغوب هو مثل السكر ..

• نعم يمكنك أن تستعير بعض الأوصاف لغير مسمياتها … كأن تقول إن لون هذا الجدار باردٌ أو دافئٌ ، فيفهم السامع أن لونه ينقل إليك إحساسا بالدفء المعنوي .. أو البرودة المجازية ، وذلك في محاولة لتقريب معنى معين إلى إحساس ملموس .

للاستزادة : باب الإيمان بالله تعالى – كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 176
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا

” العبادة من باب المحبة “

• من عبد الله تعالى حبا في جنته فسوف يجزيه الله الخير ويدخله جنته كما وعد ..

• ومن عبد الله تعالى خوفا من عذابه فسوف يقيه الله تعالى عذاب جهنم بفضله وكرمه ..

• أما من عبد الله تعالى حبا له .. وقصدا لوجهه الكريم .. فسوف يجزيه الله تعالى النظر إلى وجهه الكريم ..

• أليس لكل امرئ ما نوى !!! ألم يقل الله تعالى في سورة الليل : { وما لأحد عنده من نعمة تجزى ** إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى } ، ويقول في سورة ( الروم ) : { … ذلك خير للذين يريدون وجه الله …} .

• فنفس طبعها الله تعالى على حب النعيم .. ونفس طبعها على خوف الجحيم .. ونفس طبعها على حبه تعالى .. فأنعم وأكرم ..

للاستزادة : باب الإيمان بالله تعالى – كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 174
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا

” إفراد الله تعالى بالعبودية “

• يقول الله تعالى في سورة ( محمد – 19 ) : { فاعلم أنه لا إله إلا الله …} ، ويقول في تعريف الإسلام أن تشهد ألا إله إلا الله ..

• والشهادة والشهود والمشاهدة كلها مشتقة من الفعل ” شهد ” أي رأى ، فالرؤيا بالبصر هي المشاهدة ، والرؤيا بالبصيرة هي الشهود .

• فالتوحيد في أبسط معانيه هو إفراد الله تعالى بالعبودية له وحده .. والإقرار له جل شأنه بوحدانيته .. وبأسمائه وصفاته التي ذكرها على مراده جل شأنه وبالكيفية التي تليق بجلاله …

• يقول تعالى في الناس :{ قل أعوذ برب الناس ** ملك الناس ** إله الناس } ،، والرب هو السيد مربي الأجساد ومغذيها ومدبرها .. تقول رب البيت .. وربة البيت أي الرجل والمرأة القائمان على خدمة الدار ومن فيها .

• والملك هو مالك الرقاب .. والمتصرف في الرعية كما يريد بقوانينه وأوامره .. وأحكامه .. فعلى الملك الأمر وعلى الرعية السمع والطاعة ..

• فإذا أنت آمنت بكلمة التوحيد فلابد أن تشهد بقلبك بهذا التوحيد للخالق جل وعلا ولابد أن تعلم بعقلك حق التوحيد له جل شأنه .. فإذا اجتمع نور الشرع مع نور القلب في نفس المؤمن شاهد من المعارف ما لا يوصف ..، وعرف ربه بنور ربه على قدر قلبه وطاقته وقدر عطاء الله تعالى له ..، وأولائك هم العارفون .. يقول تعالى { … الرحمن فسئل به خبيرا } .

للاستزادة : باب الإيمان بالله تعالى – كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 169
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا

“معرفة الله تعالى “

• يقول تعالى { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } ، فسره غالب المفسرين أن المقصود هو .. إلا ليعرفوني .

• فالعبادة الحقة لا تكون إلا بالمعرفة الحقة ، فإن النفس البشرية بطبعها عدوة لما جهلت ، ومعرفة الله تعالى لا تدرك بحبس النفس في حواسها المادية أو شهواتها الدنيا ، بل لابد لك من معرفة نفسك وقواها وطاقاتها المخزونة فيك والتي تستطيع أن تتعامل بها مع عالم الغيب ، ولعلك بهذا تستطيع معرفة الله تعالى على قدر ما هيأك الله له ..

• يذكر الترمذي أنه سألت السيدة عائشة رضى الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بم ينعم الناس في الآخرة !! فقال لها صلى الله عليه وسلم .. ينعمون على قدر عقولهم .. قالت أو ليس على قدر أعمالهم !!؟ فقال صلى الله عليه وسلم وهل يعملون إلا قدر عقولهم !!.

• فالعقل .. أو المعرفة .. أو الروح في الإنسان هي باب العمل والمعرفة بالله تعالى .

للاستزادة : باب الإيمان بالله تعالى – كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 169
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا

” مقتطفات إيمانية ( 3 ) “

 

• الإيمان هو أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره .

• تتداخل عوالم الملك والملكوت بعد الموت فتتمثل الصلاة والصيام والعمل الصالح في صور محددة ، وتتحول الماديات إلى معنويات كالضوء إلى نور .

• الإيمان أنواع منها اليقيني أو الشهودي وهو الأعلى .. ومنها العقلي الاستدلالي ومنها التقليدي وهو الأدنى .

• الإيمان درجات لا نهاية لها وله صحة ومرض وله زيادة ونقصان .

• الإيمان باطنه اليقين ومعرفة الله تعالى ، وظاهره الإسلام والطاعات والخلق الحسن .

• الإيمان ضده الكفر .. والكفر نوعان .. اعتقادي إلحادي .. وجحود ومكابرة .

• الإيمان يزيد بالطاعات .. والطاعات تزيد في الإيمان .

• الإيمان قد يسبق إلى القلب .. وقد يسبق الإسلام كذلك إلى القلب والجوارح .

• الإيمان هو الفطرة السليمة .. وكل الأرواح مؤمنة بالله تعالى عالمة بربها أصلا .

• من أمراض الإيمان .. النفاق .. والرياء .

• أعلى الإيمان هو إيمان الأنبياء .. ثم إيمان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

• الإيمان بالغيب هو أعلى درجات الإيمان لما فيه من تسليم مطلق لله تعالى .

للاستزادة : باب الإيمان كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 165
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا

” العباد والعبيد “

 

• اعلم أن هناك فرق بين العباد والعبيد ..

• فيقول تعالى { … وما ربك بظلام للعبيد } ، أما عن العباد فيقول جل شأنه { نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم } ،، ويقول { وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما } .

• فالعباد لهم صفات خاصة ، وهي الأوبة لله تعالى وحسن عبادته وصدق الالتجاء إليه .. وهم باختصار صفوة خلق الله تعالى ..، أما العبيد فهم مطلق الخلق على جهلهم وكفرهم ومعاصيهم ..، ورغم هذا فإن الله تعالى لا يظلمهم ولكن يحاسبهم على أعمالهم إن خيرا فخير ..، وإن شرا فشر .. وكم ما بين درجة العباد ودرجة العبيد من درجات وتفاوت …

للاستزادة : باب الإيمان كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 161
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا

” فكشفنا عنك غطاءك “

• إن الفطرة السليمة .. والعقل المعتدل .. مؤمن بالله تعالى بطبعه ، فالإيمان بالله موجود في كل نفس .. يقول صلى الله عليه وسلم ” ما من مولود إلا ويولد على الفطرة وإنما أبواه ينصرانه أو يهودانه أو يمجسانه ” فالله قد فطر الناس والنفوس على الإيمان الصحيح .، ولكن النفس بحلولها في الجسد وانشغالها بالدنيا ومادياتها تغير منطقها فنسيت ما كانت عليه فلزم لها جهاد حتى تعود إلى فطرتها السليمة ..

• يقول تعالى { وإذ أخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم …} ، وهذا يفسر قولنا أن روح الكافر مؤمنة أيضا عارفه بربها ، ولكن حجاب البشرية قد أنساها هذا العهد ، كما نسيت طفولتها الأولى المبكرة .

• فإذا جاهد الإنسان نفسه البشرية ، وتعلق بعالم الغيب وانكشفت له الحقائق .. رجعت إلى إيمانها الأول وتدفقت الأنوار القديمة التي فيها بنور الإيمان الأسبق إليها .

• وهذا يفسر قوله تعالى { لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد } ، فالغفلة إنما كانت من بشريتك ونزولك إلى درك الحيوانية ، فكشفنا عنك غطاءك بنور الإيمان ..، فاحتد بصرك وانقدحت بصيرتك فرأيت ما كنت عنه غافلا ، فنحن لم نحجب عنك شيئا من التجليات والأنوار ..، ولكن حجبتك نفسك .. فطهر نفسك تزال الحجب بيننا وبينك ، واقترب منا ترانا ، وصدق الله تعالى { … واسجد واقترب } .

للاستزادة : باب الإيمان كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 159
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا

” إيمان الصحابة وسبق الإيمان إلى قلوبهم ( 2 من 2 ) “

• ومن هنا نستجلي معنى دقيقا .. ذلك هو أن الصحابة رضوان الله عليهم قد سبق الإيمان إلى قلوبهم ..، آمنوا أولا .. وانطبع الإيمان في أرواحهم ونفوسهم واستنارت قلوبهم بأنوار الإيمان .. وامتلأت بحب الله ورسوله .. فانبسطت جوارحهم بالطاعات ، وانشرحت صدورهم للإسلام وأوامره ، فهان عليهم تغيير صفاتهم وأوصاف الجاهلية فيهم .. واستبدالها بخلق الإيمان والإحسان .

• أما ما نراه اليوم وقد انشغل الناس بالدنيا ومادياتها .. فقد صار المسلم مسلما وارثة عن أبيه وجده .. ولا وقت عنده لتدبر أو تبصر ليزيد إيمانه ويرسخ يقينه .. فصار قلبه خاويا أو يكاد .. وإيمانه ضعيفا ويقينه مزعزعا ، وصارت تعاليم الإسلام عنده قيودا .. والأوامر والنواهي ثقيلة على النفس .. فأصبح لا يعرف كيف يحب الله ورسوله .. ولا كيف يعبد الله حبا فيه وامتثالا لأوامره جل شأنه ، وشكرا على نعمه ، بل صار يجادل ويناقش حتى في الأوامر الإلهية ويسأل عن سر هذا ومعنى ذاك .. فلا هو قد اطمئن قلبه بالله تسليما .. ولا انشرح صدره للإسلام يقينا .. فوقع في مجاهدة صعبة .

• لذلك نقول إن سبق الإيمان إلى القلوب ييسر الطاعة ويحبب الإسلام إلى النفس ..، أما من سبق إليه الإسلام فأمامه مجاهدة كبيرة حتى تنجلي له علوم القلوب ويرسخ فيه الإيمان ..، وهذا هو أساس التربية في الإسلام ..

• انظر إلى أبي بكر الصديق رضى الله عنه حين تشكو إليه قريش ما يقوله صاحبه محمد أنه قد أُسرى به تلك الليلة ، في تلك المحنة الشديدة ، لم يتردد .. ولم يفكر .. ولكنه قال على الفور ” إن كان قال ذلك فقد صدق !!! ” .

• وانظر إلى عمر بن الخطاب رضى الله عنه وهو يقبل الحجر الأسود يقول ” والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك .. ما قبلتك ..” ، رسول الله الذي حطم الأصنام وحارب الأوثان .. يقبل الحجر الأسود .. ويطوف حول الكعبة .. إذا لا نقاش ولا جدال .. ولا تساؤل .. تسليم ويقين بالله ورسوله .

للاستزادة : باب الإيمان كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 158
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا

” إيمان الصحابة وسبق الإيمان إلى قلوبهم ( 1 من 2 ) “

• يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تسبوا أصحابي من بعدي فإن أحدكم لو أنفق مثل أُحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصفيه ” .

• من الصحابة من كانت الملائكة تستمع لتلاوته للقرآن .. ومنهم من كانت تسلم عليه الملائكة .. ومنهم من كان مستجاب الدعوة .. ومنهم من كان يعلم النفاق والمنافقين .. وفي كل منهم قوة خاصة وميزة له ..

• والحقيقة هي التي ذكرها الله تعالى في كتابه وهي { وربك يخلق ما يشاء ويختار } .. فالخيرة من الله تعالى والإعداد والتربية والإيمان والأدب والخلق هي هبات من رب العالمين ..

• فإذا كان الله تعالى قد اختار محمدا صلى الله عليه وسلم من خيرة الأنبياء وجعله سيد الأولين والآخرين وسيد ولد آدم أجمعين .. فبالله عليك ماذا تنتظر أن يكون صحبه الكرام وكيف يكون رفقاء جهاده في سبيل الله !

• وكيف لا يكون إيمانهم كالجبال الرواسخ وبينهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بروحه وجسده .. والسماء موصولة بالأرض .. والوحي يسعى بينهم .

• وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث عن جليس الخير وأنه كبائع المسك .. فكيف بمن كان بينهم أصل المسك وجوهره ..؟ منبع النور والإيمان محمد صلى الله عليه وسلم .

• إن روح رسول الله صلى الله عليه وسلم هي مهبط الوحي ومركز الأنوار .. كانت تمد أرواحهم ونفوسهم بالإيمان الكامل واليقين المطلق .

• وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول أن أصحابه كالنجوم فبأيهم اقتدينا اهتدينا .

للاستزادة : باب الإيمان كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 153
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا

” صحة الإيمان وزيادته “

• إن قلنا إن الإسلام بمفهومه الحقيقي هو إسلام الوجه لله تعالى والتسليم له بأوامره ونواهيه وحكمه ، فالإيمان هو إيمان القلب بالله ، والقلب السليم هو القلب المؤمن ، ألا ترى كيف يصف الله تعالى قلوب المنافقين بأنها مريضة فيقول عز من قائل { في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا } ..

• فجعل الله تعالى الإيمان هو المنجي يوم القيامة ، وهو النافع للعبد وإن قل عمله ، ولذلك يوصي رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا معاذ بن جبل بقوله : أخلص العمل يجزك منه القليل ” ، فالميزان والقياس عند الله تعالى ليس بالأعمال فقط ولكن بالأساس الذي نبعث منه هذه الأعمال ، والتربة المؤمنة التي تزرع فيها ، فتثمر وتزهر بإذن الله تعالى .

• يقول تعالى في سورة المائدة { إنما يتقبل الله من المتقين } ، والتقوى في القلب ، وأساسها الإيمان ، وإلا فكيف يتقي الله تعالى من لا يؤمن به !!! فلا ينفع إسلام بلا إيمان ، ولا يكون إيمان بلا إسلام ، ويظل التعريف الشرعي للإسلام بأنه الأعمال الظاهرة ، والإيمان هو الاعتقاد الباطن ..

• أما النفاق والعياذ بالله فتعريفه هو إظهار العبد خلاف ما يبطن ، فالمنافقون هم القوم الذين أبطنوا الكفر في قلوبهم وأظهروا الإسلام على جوارحهم وبأعمالهم وأفواههم ، فوصف الله المشركين بأنهم نجس ، ووصف المنافقين بأنهم رجس ..

• ويخاطب الله الأعراب الذين أظهروا الإسلام بأن الإسلام قد سبق إلى ظواهرهم ولكن قلوبهم خاوية من الإيمان ، وذلك بخلاف ما كانت عليه الصحابة رضوان الله عليهم حيث كان الإيمان يسبق إلى قلوبهم ..

• فالإيمان هو الأساس الذي تنبت فيه الأعمال الصالحة ، وعلى قدر هذا الإيمان على قدر ما ينمو الزرع ويترعرع ويكون الثواب بإذن الله .

للاستزادة : باب الإيمان كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 146
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا