” اصطفاء الله لنبيه صلى الله عليه وسلم”

• لقد اصطفى الله تعالى الأنبياء والرسل من البشر كافة .. وجعلهم مصابيح الهدى والنور .. وعصم نفوسهم من كل شر قبل البعثة وبعدها .. فلا نصيب فيها لهوى أو شيطان .. وجعلهم خزائن علمه .. وينابيع رحمته .. فهم خير البرية على الإطلاق عليهم صلوات الله وسلامه ..

• ومن هؤلاء الأخيار المختارين .. اصطفى الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم وبشر به آدم وإبراهيم وموسى وعيسى .. وأدبه وعلمه .. وشرح له صدره .. ووضع عنه وزره .. ورفع له ذكره .. وقرن اسمه تعالى باسمه في كل وقت صلاة وإقامة .. وفي كل تشهد لصلاة .. إلى يوم الدين .. وأمر المؤمنين بالصلاة عليه كما يصلي هو وملائكته عليه .. وجعله إماما لجميع الأنبياء والمرسلين ..

• اختار الله له أنقى النطف .. وأطهر الأرحام .. وأنشأه يتيما بلا والد يرعاه ولا والدة تحنو عليه .. لتكون التربية كلها والتأديب كله من الله تعالى .. وجعله أميا لا يقرأ ولا يكتب ليعلمه الله تعالى بعلمه علوم الأولين والآخرين .. وعندما اشتد أذى المشركين له ولمن أمن معه قبض الله السيدة خديجة رضى الله عنها إليه وهي التي كانت تؤازره وتواسيه .. ومات عمه أبو طالب وهو الذي كان يناصره ويحميه .. حتى لا ينتصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشيرته .. ولا يأتنس بغير الله تعالى ..

• ويسرى به الله تبارك وتعالى إلى بيت المقدس .. فيصطف الأنبياء لاستقباله فيصلي بهم إماما وهم خلفه .. ويجتبيه الله تعالى بالمعراج إليه فيرحب به أهل كل سماء ويحتفون بمقدمه عليهم .. ثم يتأخر سيدنا جبريل عليه السلام أمين وحي الله .. ويقول تقدم يا محمد .. فما منا إلا له مقام معلوم .. فيتأخر جبريل .. ويتقدم محمد !! فيغيب في الأنوار الإلهية ويناجي ربه .. ويكون ما قد كان ..

للاستزادة : باب الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم – كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 209
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا

” رسول الله – النبي المرسل “

• ما أكثر من كتبوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وما أقل من عرفوه لنا !! كتبوا عن صفاته .. وخلقه .. وأدبه .. وسيرته .. وغزواته .. وأفعاله .. وأقواله .. ولم يكتبوا عن قلبه وروحه صلى الله عليه وسلم إلا أقل القليل !!! كتبوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كقائد عسكري .. ومصلح اجتماعي .. رئيس دولة .. وزوج مثالي ومعلم فذ .. وأخيرا تمخضوا فقالوا إنه عبقري فذ وجلسوا يشرحون عبقريته !!!

• ونسوا أو لم يدركوا أنه قبل كل ذلك وبعده هو نبي .. بل سيد الأنبياء والمرسلين روحه معلقة بالسماء .. وقلبه مشغول بربه ، هو مهبط الوحي .. ومركز التجليات وكنز الأنوار والأسرار .. ومنبع الهدى والإيمان .. فأية عبقرية يتحدثون عنها وعقله صلى الله عليه وسلم موصول بحبل إلى السماء نوما ويقظة !!!

• إن المتحدث عن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجب ألا يغفل لحظة واحدة عن أنه إنما يتحدث عن نبي مرسل ..، اصطفاه الله تعالى وشرح صدره .. ورباه .. وأدبه وعلمه .. وأيده .. واتخذوه حبيبا ..

للاستزادة : باب الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم – كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 209
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا

” مقتطفات إيمانية “

• الإيمان الحق هو صدق العبودية لله تعالى والتسليم له مع صدق العمل لنيل رضاه .

• النفس كالمرآة إن لم تصقلها وتوجهها إلى الله تعالى فلن تعرف حقيقة الإيمان .

• الحجب النفسية الشهوانية هي الحجاب بين العبد وربه لبعد المماثلة .

• أسماء الله تعالى هي الدالة على صفاته .. والصفات لها تجليات .. والتجليات لها أنوار وأسرار .. والعبد دائما بين تجليات الله عليه وتجليات الله إليه من حوله .

• النفس هي التي تصور القضاء مصيبة أو غيرها .

• صفات الله تعالى منها قسم للتخلق ومنها قسم للتعلق .

• لكل نفس ما يناسبها من الأسماء والصفات .

اللهم إنك لا تخلى أكوانك من ذكر لك حق .. وآية لك بينة .. سبحانك لا نحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك .. سبحانك مهما سبحك المسبحون .. وذكرك الذاكرون .. فما سبحوك حق تسبيحك ولا ذكروك حق ذكرك .. ولكن بتفضلك جعلت قلوب عبادك خزائن فضلك وودائع فيوضاتك .. اللهم فزدنا بك علما وإليك اهتداء .. وفيك فناء .. وبك بقاء .. وهب مسيئنا لمحسننا .. وهبنا جميعا لوجهك الكريم .. وصل اللهم على مولانا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

للاستزادة : باب الإيمان بالله تعالى – كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 204
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا

” كل ميسر لما خلق له “

• اعلم أن النفوس متباينة متغايرة في صفاتها وقابليتها ، فما يصلح لنفس قد لا يصلح لأخرى .. بل إن ما ينفع نفسا قد يضر أخرى ..

• لذلك تجد من النفوس ما يكون تهذيبها وصقلها وسعادتها بصفة خاصة لها من صفات الله تعالى ، فنفس تصقل وتهذب بالكرم والجود ، ونفس بالعدل والحق ، وأخرى سعادتها في التعليم والأخذ بيد البسطاء .. وهذا ما قصدناه حين قلنا إنه يجب على كل إنسان أن يعرف ما يناسبه من أعمال الخير وما يستريح إليه أكثر من غيره ..

• نعم النفس المؤمنة تقبل كل الصفات الطبية وتقوم بكل الطاعات ، ولكنك ترى صنعة خاصة أو عملا خاصا تتجلى فيه قدرات النفس وتجد فيه مفتاح بصيرتها وسر سعادتها .. يقول صلى الله عليه وسلم : ” اعملوا وكل ميسر لما خلق له ” ، ويقول تعالى : { قل كل يعمل على شاكلته .. } ..

• لذلك فقد يكون لتسبيح الله تعالى وذكره باسم معين تأثير خاص على نفس معينة .. وقد يقل أو يزيد هذا الأثر على نفس أخرى .. وفي كلٍ خير بلا شك ولكن هذه غير تلك .. ، ألا ترى إلى تفاوت الأنفس في الدنيا حتى في الصفات الدنيوية .. فنفس تحب الهدوء وأخرى تحب الحركة والضوضاء .. ونفس ميالة على الصمت والعزلة .. وأخرى إلى الاختلاط بالخلق والكلام .. فكذلك تجد باطن النفوس متباينا في الاستعداد .

للاستزادة : باب الإيمان بالله تعالى – كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 200
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا

” والذاكرون الله كثيرا والذاكرات … “

• كثرة الذكر لها أثر فعال على القلب وكشف حجبه ، ذلك أن انشغال القلب مع اللسان بذكر الله وأسمائه وصفاته يقطع عن القلب شواغل الدنيا وشهواتها … ويتجه القلب إلى الله تعالى خالصا مخلصا ، ومن استغرق قلبه في ذكر الله بالكلية ولم تشغله الأغيار ولا الأنوار عن الله تعالى شاهد وشهد ما لا يقال في بيان …

للاستزادة : باب الإيمان بالله تعالى – كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 200
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا

 

” ما بين أحسن تقويم وأسفل سافلين “

• إن الإنسان في الأرض يكون بين درجتي أحسن تقويم وأسفل سافلين ..، وأن التفاضل بينهما والتدرج ليس إلا بقدر ما اكتسب من الصفات العلوية وبقدر ما تخلص من شهواته الحيوانية ، فأحسن تقويم هو الاتصاف بصفات الله تعالى المأمور بها .. وعلمه الكامل بخصائص هذه الصفات .. وتذوقه من تجلياتها وأنوارها .

– أما أسفل سافلين فهو غفلته عن هذه الأسماء والصفات وبعده عن تجلياتها .. وهذا البعد يثمر المفارقة والمباينة بخلاف قربه منها فإنه يثمر المماثلة ، ونؤكد مرة أخرى أن المقصود المماثلة على قدر الطاقة البشرية وليست المثلية وفرق بين المماثلة والمثلية والمَثَل والمِثْل والمثال .

• والبعد هو بالحجب عن الله ، والقرب إنما يكون بشفافية هذه الحجب البشرية والكونية .. وهذا لا يكون إلا بمجاهدة النفس والترقي بها من عالم الشهوات إلى عالم الملكوت وصقلها وتهذيبها بالطاعة وذكر الله ثم بفضل فيوضاته جل وعلا أولا وأخيرا ..

للاستزادة : باب الإيمان بالله تعالى – كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 198
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا

” أنت ما بين تجليات الله عليك وتجليات الله إليك “

• أنك والخلق أجمعين .. وفي كل حالة من حالاتك .. في نومك ويقظتك .. في غناك وفقرك .. في بكائك وضحكك .. في صحتك ومرضك تحت تجليات الله عليك وتحت تجليات الله على الموجودات التي تتعامل معها فتتصرف معك بتجليات الله عليها .، فأنت بين تجليات الله عليك وتجليات الله إليك .. وسبحان الله الذي لا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء ..

• ولذلك يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أصول التوحيد لله تعالى فيقول لسيدنا معاذ رضي الله عنه ” أحفظ الله يحفظك .. أحفظ الله تجده تجاهك .. إذا سألت فاسأل الله .. وإذا استعنت فاستعن بالله .. واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك .. واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك إلا بشئ قد كتبه الله لك .. وأن الأمة لو اجتمعت كي يضروك بشئ ما ضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك … رفعت الأقلام … وجفت الصحف ” .

للاستزادة : باب الإيمان بالله تعالى – كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 196
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا

” وما أصابك من سيئة فمن نفسك “

• هل المصيبة من النفس .. أم هي من الله تعالى !!!

• اعلم رحمك الله أن كتاب الله تعالى هو خطاب لكل المؤمنين على اختلاف درجات إيمانهم قوة وضعفا .. فمنهم قليل الإيمان الذي يقيس النتائج بالمسببات .. ومنهم عظيم الإيمان صاحب التسليم المطلق لله تعالى ..

• فالإنسان إذا أصابته مصيبة فاعتبرها مصيبة ، واحتسبها في سبيل الله .. وصبر عليها .. فهي مصيبة ويؤجر على صبره ، وإنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ، فالصبر لا يكون إلا على قدر إحساس العبد بالبلاء والمصائب .

• هذه حالة .. أما إذا نظر إليها .. وعقلها في قلبه ونفسه وأدرك أن الله تعالى لا يأتي منه إلا الخير … إلا ما هو لصالح الإنسان في دنياه وآخرته معا .. وأيقن يقينا جازما أن ما أصابه هو الخير .. وأن الملك لله .. والأمر لله يصرفه كيف يشاء .. وهو شاكر فضله ..، فهذا المؤمن لا يرى المصيبة أصلا .. بل يراها خيرا .. وبدلا من أن يصبر عليها فإنه يشكر الله تعالى على هذا الخير ، وفرق بين الصابر والشاكر … يقول تعالى :{ …. وقليل من عبادي الشكور } .. ،، ويقول في الحديث القدسي ” أنا عند ظن عبدي بي ” .

• فالمصيبة إنما صارت مصيبة بتقويم النفس لها .. وتقديرها لما وقع .. فتكون في هذه الحالة من النفس ..

• والدليل على قولنا هذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل قد أصابته مصيبة وهو ينتحب ويبكي ، فقال له صلى الله عليه وسلم إن تصبر فهي خير لك .. فرد الرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أي خير وهي مصيبة فقال له صلى الله عليه وسلم : هي إذا !!! ، أي هي إذن مصيبة كما قدرتها أنت ..

للاستزادة : باب الإيمان بالله تعالى – كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 194
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا

” لماذا أسكن الله تعالى آدم الجنة ؟ “

• كلنا نعلم أن الله تعالى قد خلق سيدنا آدم ليكون خليفة في الأرض .. لا في الجنة فلماذا أسكنه الجنة !!! ، { وقلنا يا أدم اسكن أنت وزوجك الجنة } ( البقرة – 35 ) ..

• نقول وبالله التوفيق إن الخلافة تستدعي العلم الكامل للخليفة والإدراك المعتدل ..، حيث أن الخلافة الحقة لا تكون إلا إذا كان الإنسان في أحسن تقويم .. علما وإرادة ..

• فلما خلق الله تعالى آدم وعلَّمه أسماء الموجودات والكائنات وخواصها وأسرارها واستخدامها صار له نصيب من العلم ..، فلما أسكنه الجنة ورأى ملك الله العظيم وقدرته وحكمته وعظمته .. وجلاله .. وتدبيره وجماله ، ازداد علمه بالله تعالى بأنه الخالق .. البارئ المصور العظيم .. الجليل .. الرازق .. إلى آخر صفات الخلق والإيجاد والعظمة والجلال .

• عرف هذا من رؤيته لآثار صفات الله تعالى وأفعاله في الجنة ..، ولكنه لم يعرف الجانب الآخر من صفات الرحمة والتوبة والمغفرة ..

• فلما ذاق الشجرة .. واستغفر ربه وتلقى من ربه كلمات فتاب عليه استكمل معرفته بصفات الله تعالى وعرف قهره وجبروته ورحمته .. وغفرانه ..

• فلما تمت له المعرفة بالله استحق الخلافة فأنزل على الأرض .. وإلا فكيف تتصور أن يكون الخليفة في الأرض وهو لا يعلم صفات مليكه وخالقه ، فالخلافة لا يستحقها إلا العالم الخبير بالله تعالى الذي علم وعرف وذاق أسماءه وصفاته جل وعلا .

للاستزادة : باب الإيمان بالله تعالى – كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 189
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا

” صفات التخلق وصفات التعلق “

• صفات التخلق بالله تعالى .. هي صفات الرحمة والكرم والرأفة والعفو وما ماثلها ،، فالله تعالى كريم ويحب الكريم .. ورحيم ويحب الرحيم .. 

• فيقول صلى الله عليه وسلم ” الراحمون يرحمهم الرحمن ” ، ويقول ” إن لله تعالى مائة خُلق وسبعة عشر خُلُقاً .. من أتاه بخُلُق منهما دخل الجنة ” حديث حسن ..

• فالرجل الذي سقى الكلب لعطشه .. قد لامست الرحمة قلبه .. فصار رحيما .. فدخل الجنة لأنه اتصف بصفة من صفات الله ..

• أما صفات التعلق .. فهي الصفات التي مطلوب منك أن تحبها وتقدسها لله تعالى وأن تتصف بضدها وليس بها ، فهي صفات العظمة والكبرياء .. والجلال .. فالله تعالى هو المتكبر .. ولا يحب الكبرياء في عباده .. وهو القاهر ولا يحب من عباده من يقهر خلقه بجبروته ..

• فإذا اتصف العبد ببعض صفات الجلال والجبروت فإن هذا يكون حجابا بينه وبين الله تعالى ،، ويضله ويعميه .. يقول تعالى في الحديث القدسي ” الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار ” …

 

للاستزادة : باب الإيمان بالله تعالى – كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 198
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا