الوصايا ( 1 – ب )

بسم الله الرحمن الرحيم

 

(( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ ))

 

صدق الله العظيم

 

 

  • إلى كل من قصد وجه مولاه الكريم فتعثرت به السبل وتحير في سلوكه .
  • إلى من شغلته الدنيا بهمومها وبلائها ، فصرفته عن الاخرة وخالقه .
  • إلى من فتنته الدنيا بزينتها الفانية وشهواتها فنسى اخرته وربه .

 

 

  • أما علمت أنه لن ينجو أحد بعمله إلا أن يتغمده الله برحمته !!
  • أما علمت أنه لن يفلح إلا من أتى الله بقلب سليم !!

 

 

  • إملأ قلبك بالأسماء والصفات أولا ثم اذكر الله بلسانك ثم حرك لسانك بالتوحيد … واشهد له بالوحدانية بعد أن يمتلئ قلبك بنور التوحيد .
  • أشهد من حولك … وما حولك من كائنات وحيوان وجماد بأنك موحد لله خالصا من قلبك ، واجعل كلمتك في لسانك شهادة لك عند الموت وعند البعث .
  • تعلم كيف تحب الله تعالى لما أفاضه عليك من فضل ومنة ونعم لا تعد ولا تحصى ، واعلم أن الخير كل الخير هو ما قدره عليك بحكمته ولطيف تدبيره ، وكن دائما له ساجدا في كل شأن من شئونك ، وعليه فتوكل وتحقق بالعبودية له سبحانه وتأدب معه فإنه لا يسأل عما يفعل ، فسلم أمورك كلها إليه فهو نعم المولى ونعم النصير .
  • يا عبد الله … أسلم تسلم ، وآمن يطمئن قلبك ووحده تذق حلاوته عبادته ، واعبده حقا يهون عليك أمر الدنيا والآخرة ، وأحببه يقترب منك ويتولاك ، ووجه وجهك ووجهتك إليه تجده تجاهك .
  • واعلم أن رسول الله محمد صلى الله تعالى عليه وسلم هو رحمة الله المهداة للخلائق ، وهو صلى الله عليه وسلم أعرف الخلق بالله ، وأعبد الخلق لله ، وأحب خلق الله إلى الله تعالى ، وكلما ازداد حبك له صلى الله عليه وسلم كلما اقتربت من روحه النورانية العظيمة وأمدتك بالإيمان واليقين ، وسرت على نهجه وطريقة المستقيم ، فأكثر من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم تفز بكل خير في الدنيا والآخرة .
  • وردك مجموع لك من كتاب الله تعالى ، وهو خير الكلام ، ودعواتك من دعاء مولانا وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صاحب الكلم الجامع والعلم النافع والقلب الخاشع ، وذكرك التوحيد والتعظيم والحب لله تعالى باللسان والقلب معا ، فإن لم يتحرك قلبك مع لسانك فتلك شقشقة ألسنة لا تغني عند الله شيئا ، لأنها أشبه ما تكون بقول الزور والعياذ بالله فإن الصدق في القول يستلزم قول اللسان لما شهدت به بقلبك فلا تضيع وقتك باللغو باللسان دون القلب فإن الله تعالى ينظر إلى القلب وما فيه وما هو مشغول به ، وإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور .

 

من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة  111

لعبد الله / صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا

 

الوصايا ( 1 – أ )

بسم الله الرحمن الرحيم

(( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ ))

صدق الله العظيم

 

  • إلى كل مؤمن ومؤمنة وكل مسلم ومسلمة .
  • إلى كل من قصد وجه مولاه الكريم فتعثرت به السبل وتحير في سلوكه .
  • إلى من اهتم باخرته ونعيمها وعذابها فانشغل بها عن مولاه وسيده .
  • إلى كل من تاجر مع الله تجارة لا تبور ، فكدرت عليه دنياه صفو عبادته وحبه له .
  • إلى من شغلته الدنيا بهمومها وبلائها ، فصرفته عن الاخرة وخالقه .
  • إلى من فتنته الدنيا بزينتها الفانية وشهواتها فنسى اخرته وربه .

 

 

 

  • أما علمت أنه لن ينجو أحد بعمله إلا أن يتغمده الله برحمته !!
  • أما علمت أنه لن يفلح إلا من أتى الله بقلب سليم !!

 

 

  • ألا فهلم يا عبد الله إلى ساعة لك بليل أو نهار بينك وبين الله تعالى تجدد فيها إيمانك به وتقوي بها يقينك فيه .
  • نكس رأسك ذلا وانكسارا إليه عسى أن يتصدق عليك برحمته وفضله فإنما الصدقات للفقراء والمساكين .
  • إعرف قدرك مع الله تعالى ، وشاهد عقلك مع حكمته ، وتفكيرك مع تدبيره ، وجهلك مع علمه ، وضعفك مع قوته ، وظلام ذاتك مع نوره ونور هدايته … إعرف نفسك بنقائصها وعيوبها وجهلها في جنب الله تعالى مهما أوتيت من العلم .. فما قدروا الله حق قدره .
  • وحده بذاته العلية ، وصفاته القدسية وأسمائه العلية ، وأشهد له بالوحدانية شهود يقين بالقلب ، وايمان بالروح ، وعلم بالعقل .
  • أدعوه دعوة المضطر العاجز الذي ظلمته نفسه وشهواته فإنه يجيب دعوة المضطرين ودعاء المظلومين .
  • تدبر أسماءه تعالى ومعانيها ، وتذوق صفاته جل شأنه وأثرها عليك وفيك ، وشاهد أفعاله وقدرته وتجلياته عليك وعلى من حولك … وهو جل شأنه الفعال لما يريد .
  • تعلم كيف توحد الله تعالى … وأجر على قلبك صفات الكمال في جلاله جل جلاله ، وصفات الكمال في جماله جل ثناؤه ، وافهم صفات العظمة والكبرياء والقهر والجبروت ، وذق صفات الرحمة واللطف والمودة والبر ، وانعم بصفات الكرم والجود والمن والعطاء ، وارتع في صفات التوبة والمغفرة والإحسان والعفو .
  • وكن له عبدا حقا .. لرب عظيم ودود منعم حقا وصدقا وعدلا ثم وجه وجهك إليه ، وفوض أمورك إليه ، وأحسن التوكل عليه ، وكن بين الخوف منه لتقصيرك ، والرجاء فيه لرحمته ، والحب له لإنعامه .

 

 

من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة  111

لعبد الله / صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا

 

( مقتطفات من الجانب الروحي )

– طريقنا مبنى على تعلُّمِ توحيد الله تعالى حقَّ التوحيد ، وتعظيم الله تعالى ، وتقديسه بما هو أهله جلَّ وعلا .. وهو جلَّ شأنه يتولى تربية النفس بفضله وكرمه ، ولا نشغل أنفسنا بسواه هو ورسوله صلى الله عليه وسلم .

– يقول الإمامُ الحكيم الترمذي أنَّ من يشغل نفسه بتهذيب النفس يعيش عمره كله في مزابلها ولا ينقطع انشغاله بها ولا يرتفع عنها ، أما من طلب الحكمة العليا والنور الإلاهي ، والمِنَنَ والفضلَ من الله تعالى فلا يشغل نفسه إلا بالله تعالى توحيداً وتعظيماً وتقديساً ، فيهذِّب الله له نفسه ويحفظه من كيدها .

– المربي الحقيقي للمريد هو روح رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والشيخ المربي ما هو إلا همزة وصل للمريد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

– أساس طريقنا من البداية هو توجيه القلب إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم رأسا ، والتعلق والحب والفهم لأسماء الله وصفاته ، لا ذكرا باللسان ولكن بالتسبيح بالقلب دون نطق ، مع التفكر في معاني الصفات والأسماء . ..

“من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 85
لعبد الله / صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا

 

( مقتطفات من الجانب التربوي )

  • حيث أن شيخنا وقدوتنا هو رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم ، وحيث أن طريقنا ليس به أسرار نخفيها .. فكلُّ من أحبَّنا والتزم بوردنا ومنهجنا فهو منّا ، له ما لنا ، وعليه ما علينا ، والعهد الذي بيننا وبينه هو عهد اللَّه الأول القديم بتوحيد اللَّه تعالى وتعظيمه وتقديسه …
  • أساس المنهج التربوي عندنا هو ربط قلب المريد بالله تعالى وبقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم إمام أهل التوحيد جميعا ومعلمهم وضامنهم .
  • وذكر القلب هو الأساس لأي محب يقصد وجه الله فينا ، وجريان أسماء الله وصفاته على قلب العبد ليلا ونهارا خاصة عند النوم ، مع التفكر في نِعَم الله تعالى والرضى عنه ، هو الأساس الذي لا غنى عنه ، أما الإرتباط بذكر الله باللسان عددا ، فهو من باب استخدام الجوارح في العبادة ليكون الذكر ظاهرا باطنا ، ولكن الأساس هو ذكر القلب ، ولا طريق لنا غيره .
  • من ليس له شيخ ، فشيخه وضامنه مولانا وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليس كما يقول غيرنا أن شيخه إبليس والعياذ بالله .
  • من أكرمه الله تعالى خلال سيره بكشف أو كرامة أو نورانية ، فوقف معها وانشغل بها أو انشغل بعالَمٍ من العوالم التي تُكشفُ له من الجن أو الملائكة أو السموات أو غيرها ، فقد ضلَّ وخسر ، فنحن لا نريد إلا وجه الله الكريم ، وليست لنا حاجة إلى أكوانه جميعا إلا به هو، وله جل شأنه ….

 

                                                                    

“من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 91
لعبد الله / صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا

 

الروح ( 5 من 5 )

وعلى هذا نعيد ترتيب كلامنا لنقول :

 

إن روح رسول الله ” محمد ” صلى الله عليه وسلم هي الروح الأعظم التي تتنزل عليها تجليات الله تعالى وأنواره وأسراره ، ثم تسقِي هيَ منه جميع الأرواح الأخرى بلا إستثناء سواء كانت أرواح الأنبياء أو الأولياء أو المؤمنين ، وكل روحٍ تأخذ قسمها الذي قسمه الله تعالى لها من هذا المحراب المقدس … ومنتهى كل الأرواح إليها ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين وعلينا معهم أجمعين وعلى عباد الله الصالحين أجمعين ..

 

من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 81
لعبد الله / صلاح الدين القوصي

 

نورٌ تَجَلَّى فى الوجودِ ..

و قال: إنى المعتَصِمْ ..

—————-

كُلُّ النبيين الكرامُ .. أنا

الذى فى روحهمْ!!

قد آمنوا بى .. قبل

“آدم” .. بل ومن أَصْلاَبِهِمْ!!

—————-

ما مؤمنٌ إلا أنا فيه

بِفِطْرَتِه يرانى كالنَغَمْ!!

حتى الجَحُودُ .. و مَنْ تَكَبَّرَ

أو تَصَدَّرَ فى القتالِ لِينتَقمْ ..

همْ كلهمْ .. بى يعرفون

الحقَّ .. إلا مَنْْ ظَلَمْ ..

همْ كلهمْ .. بى يعرفون

اللهَ .. فى كلِّ الأممْ ..

بل .. فى العوالمِ كلِّها ..

نورِى .. كأشهر مِنْ عَلَمْ

ما الخَلْقُ يعرفنى سِوَى

كالطيفِ فى عَقْلٍ وَهِمْ!!

ما الكونُ يعرفنى .. سوى

الرحمن .. جَلَّ عن العِظَمْ

مِنْ أمرِ ربِّى .. كلُّ شيئ

فِىَّ ربى قد دَعَمْ ..

و الجاهلون بِسِرِّنا .. عادوا

بأحزانٍ و خُسْرانِ النَدَمْ ..

—————-

إنى عرفتُك .. يا رسولَ

اللهِ .. حقًّا فى القِدَمْ ..

مِنْ يومِ قيل ” ألستُ “

قَبَّلْتُ النعالَ مع القَدَمْ ..

وَ عَرَفْتُ أنك قَيِّمُ

الأكوانِ .. و السِرُّ الأهَمْ ..

وَجَّهْتُ مرآتى إليك ..

وَ صِرْتُ أشربُ فى نَهَمْ ..

وَ فَتَحْتُ نافذتى عليك ..

و فى حَياءٍ ألتَهِمْ ..

و اللهِ .. ما بَخِلَتْ يداك ..

فَزِدْتَ عن قِمَمِ الكَرَمْ ..

يُمنَاك .. و اليُسرَى يمينُكَ

يا مَيامينَ النِعَمْ ..

 

 

مقتطفة من قصيدة ” من الروح ” من ديوان ” الفَرِيق “

أشعار عبد الله / صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا

 

الروح ( 4 من 5 )

ومن البديهي أن تكون أرواح الأنبياء ضمن هذه الأرواح .. بل هي أوائلها وأنورها … فإذا كانت روح ” محمد ” صلى الله عليه وسلم هي التي لها الرياسة والزعامة والقدسية العظمى والأبوّة المطلقة لهذه الأرواح بما فيها أرواح الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه .. فالآن تفهم ببساطة كيف يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو إمام المرسلين .. لأنه من نور روحه صلى الله عليه وسلم سَرَت الأنوار إلى أرواح الأنبياء والمرسلين وهم بعدُ في عالم الأرواح .. فروح كل نبي معلّقة بروح رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وتشرب منها ما يناسبها ، وتأخذ منها ما سبق لها في علم الله أن تأخذ …

فهو الأصل الشامل الجامع ، والأنبياء فروع وصور منه صلى الله عليه وسلم تنوعت وتشكلت على حسب كل نبي وقومه وزمنه .

 

ألا تفهم من ذلك أن إيمانك هومن إيمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه أبوك الروحي الذي يمدك من أنوار روحه عليه الصلاة والسلام …

 

نعم ” ما كان محمد أبا أحدٍ من رجالكم ” صدق الله تعالى .. هذا نسب الجسد والمصاهرة في الدنيا .. وهذا حق .. ولكننا نتكلم في عوالم الروح والملكوت فافهم رحمك الله .

 

لذلك فإن كل استمداد لروح مؤمن من تجليات الله تعالى وأنواره إنما يكون ذلك من استمدادها حقيقة من روح رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فهي محراب الأرواح وأب كل روح .. فلا يأتيك من الله تعالى نور ولا تجليات إلا من خلال روح محمد صلى الله عليه وسلم ..

 

والأرواح كلها قد خلقها الله في كينونة واحدة ، فكلها خلِقَت بأمر واحد من الله تعالى شأنه ، ثم اشهدها على نفسها يوم ألست بربكم ..

 

من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 78
لعبد الله / صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا

 

الروح ( 3 من 5 )

إن للأرواح اجتماعات ولقاءات وامدادا واستمدادا من بعضها البعض ، بل إن لها نَسَبَاً وأُبُوَّة ،، ولكنها ليست كَنَسَبِ الأجساد وقرابتها … ولكنه نَسَبٌ أساسُه وأصلُه التجليات الإلاهية التي تشرب منه كل روح ، ثم تُمِدُّ منها غيرها فيكون شأنها شأن التربية والأبوّة بين الأجساد …

 

ولاشك أن روح مولانا وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الروح الأعظم والأنور والأقدس بين الأرواح ، وهي مركز أنوار الله تعالى وتجلياته على الكون كله ، وتحمل من الأسرار الإلاهية ما لا تحمله أي روح بشرٍ آخر ، ولابد أن يكون فيها الإيمان كله واليقين كله .. ولذلك قال الله تعالى عنه ” يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ” سورة التوبة – آية 61 .

 

وكان ذلك قبل خلق الأجساد .. كما في الحديث أن الله تعالى قد خلق الأرواح قبل الأجساد بخمسمائة عام أو كما قال صلى الله عليه وسلم …

 

ومن البديهي أن تكون أرواح الأنبياء ضمن هذه الأرواح .. بل هي أوائلها وأنورها … فإذا كانت روح ” محمد ” صلى الله عليه وسلم هي التي لها الرياسة والزعامة والقدسية العظمى والأبوّة المطلقة لهذه الأرواح بما فيها أرواح الأنبياء عليهم صلوات الله وسلامه .. فالآن تفهم ببساطة كيف يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو إمام المرسلين .. لأنه من نور روحه صلى الله عليه وسلم سَرَت الأنوار إلى أرواح الأنبياء والمرسلين وهم بعدُ في عالم الأرواح .. فروح كل نبي معلّقة بروح رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وتشرب منها ما يناسبها ، وتأخذ منها كا سبق لها في علم الله أن تأخذ …

 

 

من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 78
لعبد الله / صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا

 

الروح ( 2 من 5 )

ولا تظن أن تجليات الله تعالى على الروح تنتقل كما هي إلى القلب والنفس البشرية … ولكنها في الحقيقة تُخفَّف وتُرَقَّق وتُؤَّل حتى تصير رموزا وإشارات يستقبلها القلب والنفس على قدر طاقاتهما واستيعابهما …

 

وعلى العموم فإن كل تغيير يطرأ على الروح لابد وأن يلحق أثر منه القلب والنفس …

وقد يحدث  أن تغلب صفاتُ الروح النورانية صفاتِ النفس البشرية بالكلية .. فصبح العبد ربَّانيا محضاً ، وهو ما يعبر عنه بعض العارفين بموت النفس .. فيقولون أن فلانا قد ماتت نفسه .. ومقصودهم فناء صفات النفس الدنيوية في صفات الروح النورانية ، وبالتالي ترتقي النفس إلى درجات الروح .. وتكون قوانين الروح هي الغالبة على النفس بل وعلى الجسد كذلك في الحياة الدنيا ، فيرى ما لا يراه الآخرون ، ويسمع ما لا يسمعه الآخرون ، وبإختصار شديد يعيش ببعض قوانين عالم الملكوت وهو مازل في عالم الشهادة …

 

وأمثال هؤلاء لا يمثل الموت لهم انتقالا من دار إلى دار .. بل يكون الموت امتدادا لحياته الروحية في الدنيا حيث قد ذاقها وعايشها .

 

ومن خصائص الروح أنها تتقبل المعاني العقلية المجردة حيث تتنزل عليها في قوالب حِسِّية مُقَيَّدة في عالم الخيال في نوم أو يقظة … كأن ترى العِلْمَ المجرّد في صورة اللبن مثلا .. والايمان في صورة العسل .. وتنقل هذه الصور إلى القلب والنفس .. ويبقى على النفس أن تفهم الرمز والتأويل .

من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 77
لعبد الله / صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا

 

الروح ( 1 من 5 )

هي سرُّ الله تعالى في الإنسان ……

 

وهي من الملأ الأعلى … أي من أعلى عوالم الملكوت … وهي غير ” الروح القدس ” ، وغير ” الروح الأمين “، وغير ” الروح من أمر ربي ” الذي سألَ عنه اليهودُ رسول الله صلى الله عليه وسلم …

 

وهي نورانية بحتة .. مؤمنة بفطرتها .. موحدة بطبيعتها .. مكانها البرزخ … وعرشها قلب العبد … وعينها الفؤاد … ونظرها إلى الله تعالى لا تغفل عنه … ولها نظر يروح ويجئ إلى النفس والجسد كما قلت سابقا …

 

هي محلُّ تجلِّيات الله تعالى في الإنسان … وهي تنير القلب بنور التجلِّيات الإلاهية ..والقلب ينير النفس بهذه الأنوار …. فتدفع النفسُ الصالحةُ الجسدَ للعمل الصالح المبرور …

 

وكذلك نور الأعمال الصالحة المبرورة يزيد في أنوار النفس البشرية ، فيزداد نور القلب من أنوار النفس ، فيسطع نور القلب على الروح فتزداد نورانية وسعة واستعدادا لقبول التجليات الإلاهية .

 

والعكس صحيح … فإن السيئات وأعمال الفجور – والعياذ بالله – تزيد النفس إظلاما فيظْلم القلب بإظلامها ، فيطمس جزءا من أنوار الروح الفطرية فيها ، فَتُحْجَبُ عن تقبل الأنوار الإلاهية ، وتنزل من مكانتها التي كانت عليها .. حتى تُحْجَب عن الله تعالى بالكلية نتيجة لأفعال العبد من السيئات …

من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 76
لعبد الله / صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا