خلافة الإنسان في الأرض ( 1 من 2 )

* الخلافة للإنسان علي الأرض لا شك فيها .. ومن المنطقي البديهي أن يكون الخالق العظيم رب كل هذه الموجودات قد أمده بسر من عنده تعالى وهيأه لهذه الخلافة .

* وهذا التفضيل ليس مطلقا ..، وبالتالي فإن الخلافة عن الله تعالى ليست مطلقة ..، فلابد أن يكون هناك فرق بين العبودية والألوهية .. عبودية الإنسان الخليفة .. وألوهية الخالق جل شأنه .. فليس كل إنسان بشري هو الخليفة الكامل لله تعالى في الأرض ، بل إن حظه من هذه الخلافة إنما يكون على قدر إيمانه وعمله الصالح ..

* ومقصود كلامنا هو أن الخلافة في الأرض لها درجات لا نهاية لها ، وهي ما بين أحسن تقويم وأسفل سافلين .، وأن هذه الخلافة تستلزم وجود صفات معنوية في الإنسان تقل وتزيد حسب درجة خلافته ، وتكون خلافته علي قدر ما فيه من هذه الصفات ، وهذه الصفات المعنوية هي درجة إيمانه بالله تعالى ومستوى طاعته لأوامره جل شأنه ، أو هي بإختصار درجة معرفته بالله تعالى .

من كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس )) ص 42
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا

الوصايا ( 3 – و )

بسم الله الرحمن الرحيم

(( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ ))

صدق الله العظيم

• إلى كل من سلك طريقا يبتغى به وجه الله تعالى .
• إلى كل من صدق في سيره إلى الله وتعلم توحيده وشكره وأحبه .
• إلى كل من زهد في الدنيا والآخرة معا وقصد الله تعالى لا يريد إلا وجهه الكريم .
• إلى كل قارئ لسير أولياء الله تعالى وتلمس طريقهم ومنهجهم .

• تعال إذا معي نتعاون على سلوك طريق البر والتقوي إلى الله بالله تعالى .
• هلم يا أخي نتعرض لفضل الله تعالى ومنته ورحمته ورضوانه حيث يقول ” والذين اهتدوا زادهم هدى وءاتاهم تقواهم ” .

• العلم علمان .. علم بالله تعالى .. وعلم بأوامر الله تعالى .. والعلم الأول يختص بالله جل شأنه وأسمائه وصفاته وما يجود الله به على عباده من علم به .. أما الثاني فهو العلم بالأوامر والنواهي والحرام والحلال وما إلى ذلك ولكل منهما علماؤه … والعلم الثاني مسطور ومكتوب وفيه اجتهاد وتصنيف ، وجزى الله علماءه خيرا .. فهم بين النقل والتصحيح والتأليف .. وكلامهم محل نظر .. فلك أن تقبله أو لا تقبله بالأسلوب الصحيح المناسب ، فلا تقبل ولا ترفض الا بحجة وإسناد صحيحين .

• أما العلم بالله تعالى وعلماؤه فذلك غالبه غير مسطور في كتب ، لأنه من أسرار الله تعالى مع عباده ألا ترى إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ” … فرسول الله صلى الله عليه وسلم قد بلغ رسالته وأدى أمانته بما يرضى الله تعالى ، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها ولا يزيغ عنها إلا هالك .. فهذا أمر الرسالة والأوامر والنواهي .. أما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بربه وما اختصه به من علم بأنوار أخرى فهي بينه صلى الله عليه وسلم وبين ربه ، وليس الرسول صلى الله عليه وسلم مكلفا بالإعلان عنها ، وإنما هو مكلف بتبليغ أوامر الله فقط والوعد والوعيد وما أنزل إليه من ربه بهذا الخصوص .

• أما ما أختصه الله به من علم – وهو كثير – فتلك خصوصية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا ينقله إلى الناس إلا بمقدار على قدر عقولهم وعلى قدر أرزاقهم منها عند الله تعالى ، وكذلك العارفون بالله تعالى وهم ورثة الأنبياء ، أفاض الله عليهم من علمه ما شاء لمن يشاء ، وهم قد يذيعونه بعضه أو يشيرون إليه برمز أو يكتمونه بالكلية .. فافهم .

• فاذا فتح الله عليك ببعض علمه ، وخصك بسر من أسراره ، فلا تفصح عنه لغير أهله ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” لا تعطوا الحكمة لغير أهلها فتظلموها ، ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم ” .

• وإن جادلك أحد من العلماء أو ممن يدعون العلم – وما أكثرهم – فقل لهم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء .. وهل أحطتم بالله علما فلا علم بعد علمكم !! أم حجرتم فضل الله الواسع على عباده فلا علم إلا ما علمتم وما قرأتم !!

• ولكن تنبه أن يكون ما فتح الله به عليك مطابقا كل المطابقة لشريعة الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغايرها قيد أنملة .

• دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضى الله عنه ” اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ” وسئل الإمام علي كرم الله وجهه : هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ ( يقصد السائل بشئ من العلم غير ما بلغه رسول الله للناس ) فأجاب الإمام علي : لا والله ما خصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ .. غير فهم في كتاب الله يؤتيه الله من يشاء من عباده .

• فالله يختص من عباده من يشاء ويفيض عليه بما يشاء متى وكيف يشاء ولا حرج على فضل الله تعالى .. ولكن لا يضاف للشريعة شئ ولا يغايرها شئ ولا ينقص منها شئ .

• نسأل الله تعالى أن يرزقنا حبه وحب من حبه وحب كل عمل يقربنا لحبه تعالى ، وان يتقبل منا ما نفعل ، وأن يزكي ما نصنع ، وأن يهب مسيئنا لمحسننا وأن يهبنا جميعا لوجهه الكريم ، وأن يجعلنا جميعا في كتاب نبيه العظيم صلى الله عليه وسلم صلاة وسلاما وبركات ورحمات ورضوانا ، وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك وحبيبك مولانا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 135

لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا

الوصايا ( 3 – هـ )

بسم الله الرحمن الرحيم

(( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ ))

صدق الله العظيم

 

• إلى كل من سلك طريقا يبتغى به وجه الله تعالى .
• إلى كل من صدق في سيره إلى الله وتعلم توحيده وشكره وأحبه .
• إلى كل من زهد في الدنيا والآخرة معا وقصد الله تعالى لا يريد إلا وجهه الكريم .
• إلى كل من عاش في أنوار ذكر الله تعالى ، وذاق جمال وكمال أسماء الله تعالى وصفاته القدسية .
• إلى كل قارئ لسير أولياء الله تعالى وتلمس طريقهم ومنهجهم .

• أما علمت أن الله تعالى قد اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم .
• أما فهمت قوله تعالى ” قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ” !!
• أما أدركت المقصود من قوله تعالى ” الرحمن على العرش استوى ” .
• تعال إذا معي نتعاون على سلوك طريق البر والتقوي إلى الله بالله تعالى .
• هلم يا أخي نتعرض لفضل الله تعالى ومنته ورحمته ورضوانه حيث يقول ” والذين اهتدوا زادهم هدى وءاتاهم تقواهم ” .

 

• اعلم أن الفارق بين ذكر الله تعالى وذكر اسم الله تعالى .. أن الذكر بأسمائه هو التسبيح له جل شأنه بأسمائه القدسية ، أما ذكر الله تعالى فهو ذكره بالقلب .. بالرضا .. والشكر .. والحمد .. والخوف .. والرجاء .. والإخلاص .. والتقديس .. والتعظيم .. وذلك في كل حالة من أحوالك الدنيوية ، وهذا هو حال من يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم أي يستغرقهم الذكر بالكلية ، فهم في كل أحوالهم مع الله تعالى بالقلب والروح والرضا والتسليم .

• يقولون أن لكل إسم أو صفة من صفات الله تعالى معنى وخصوصية .. وهذا على قدرهم وقدر عقولهم وقدر ما رأوه ، أما نحن فنقول أن كل صفات الله تعالى تجتمع في كل صفة أيضا .. ففي الرحمة تدبير وحكمة ، ولطف وقهر وبر ، وفي القهر والجبروت رحمة وعلم وتعال وكبرياء وقبض وبسط .. وهكذا .. ألا ترى إلى الرجل الصالح الذي قتل الصبي كما ذكر في سورة الكهف .. ألم يكن في القتل رحمة بالصبي وتدبير ولطف بالوالدين الشيخين !! . فافهم .

• فالذاكر لله تعالى بإسم من أسمائه يكشف الله تعالى له – إن صدق وأخلص في ذكره – هذا المزيج في الصفات والتداخل فيها ، وأساس هذا الأمر هو الاستغراق في الذكر .

• والأنسب لك في هذه المرحلة ألا تشغل نفسك وقلبك بتحريك لسانك بالذكر بل الأفضل لك أن يكون ذكرك بالنفس الداخل والخارج إليك ومنك .

• فاجلس جلستك الليلية المعتادة ، واستحضر روح مرشدك ومربيك واستأذن روح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه المعية المباركة ، وحرك قلبك بالتوحيد لله جل شأنه حتى تستغرق في شهود وحدانيته جل جلاله ، وبعد ذلك انتقل مع النفس إلى لفظ الجلالة وليمر على خاطرك أنه جل شأنه ليس كمثله شئ .. واستغرق في الصفات القدسية ثم ارتو قدر طاقتك وسعة روحك .. جل جلال الله .

• فإذا ارتويت – ولا تطل – فاستأذن بقلبك وروحك في الانصراف من هذا المجلس النير ، وكما بدأته بالأدب والاستئذان في الجمع .. فانهه بالأدب والاستئذان في الانصراف .

من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 135

لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا

 

الوصايا ( 3 – د )

بسم الله الرحمن الرحيم

 

(( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ ))

 

صدق الله العظيم

 

 

·       إلى كل من سلك طريقا يبتغى به وجه الله تعالى .

·       إلى كل من صدق في سيره إلى الله وتعلم توحيده وشكره وأحبه .

·       إلى كل من زهد في الدنيا والآخرة معا وقصد الله تعالى لا يريد إلا وجهه الكريم .

·       إلى كل من عاش في أنوار ذكر الله تعالى ، وذاق جمال وكمال أسماء الله تعالى وصفاته القدسية .

·       إلى كل قارئ لسير أولياء الله تعالى وتلمس طريقهم ومنهجهم .

 

 

 ·       أما علمت أن الله تعالى قد اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم .

·       أما فهمت قوله تعالى ” قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ” !!

·       أما أدركت المقصود من قوله تعالى ” الرحمن على العرش استوى ” .

·       تعال إذا معي نتعاون على سلوك طريق البر والتقوي إلى الله بالله تعالى .

·       هلم يا أخي نتعرض لفضل الله تعالى ومنته ورحمته ورضوانه حيث يقول ” والذين اهتدوا زادهم هدى وءاتاهم تقواهم ” .

 

  

·       إعلم أن لكل زمان أهله وأحواله وأسلوب معيشته ، وله أيضا أولياؤه ومرشدوا الناس إلى الله تعالى ، وهم ورثة الأنبياء صلى الله عليهم وسلم جميعا الذين يرثون علمهم ودعوتهم من الله تعالى ، وهم العلماء بالله والخبراء به جل شأنه .

·       ولكنهم في أقوالهم التي قد تقرأها إنما يعبرون عن أحوالهم ، ويقولون ما يناسب أهل زمانهم في تربيتهم وما يصلحهم .. فاحذر أن تتمثل بأقوالهم على علاتها .. أو تسئ فهم مقاصدهم وأغراضهم ، أو تضع نفسك عليهم حكما فإن الحكم لله تعالى والأولى ألا تشغل نفسك لا بأقوالهم ولا بأفعالهم – اللهم إلا إذا صرت مثلهم معرفة بالله تعالى – وعليك بالشريعة وكتاب الله تعالى وما ينصحك به مرشدك فان الله تعالى يقول ” يا أيها الذين ءامنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ” أي تفرقون به بين الحق والباطل .. فعليك بتقوى الله تعالى في السر والعلن .. في الباطن والظاهر .. واتقوا الله ويعلمكم الله تعالى .

·       تقوى الله الحق هي أن تتقي الأغيار .. أي أن تتقي أن يدخل قلبك غير الله تعالى .. أعبده .. واقصده .. واستعن به .. وتوكل عليه .. وأحبه وارغب إليه .. وخف منه .. واجعل كل عمل لك في دنياك إليه وفي رضاه وبه وإليه ، ولا تنس نصيبك من الدنيا أي حذار أن يفوتك حظك من مزرعة الدنيا إلى الأخرة .. فإن يوم الحسرة يوم القيامة يتحسر الناس على ما فاتهم من دنياهم بعيدا عن طاعة الله تعالى فاغتنم نصيبك من الدنيا للاستعداد للأخرة .

 

 

من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة  135


لعبد الله / صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا

 

الوصايا ( 3 – ج )

بسم الله الرحمن الرحيم

(( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ ))

صدق الله العظيم

 

 

  • إلى كل من سلك طريقا يبتغى به وجه الله تعالى .
  • إلى كل من صدق في سيره إلى الله وتعلم توحيده وشكره وأحبه .
  • إلى كل من زهد في الدنيا والآخرة معا وقصد الله تعالى لا يريد إلا وجهه الكريم .
  • إلى كل من عاش في أنوار ذكر الله تعالى ، وذاق جمال وكمال أسماء الله تعالى وصفاته القدسية .
  • إلى كل قارئ لسير أولياء الله تعالى وتلمس طريقهم ومنهجهم .

 

 

  • أما علمت أن الله تعالى قد اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم .
  • أما فهمت قوله تعالى ” قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ” !!
  • أما أدركت المقصود من قوله تعالى ” الرحمن على العرش استوى ” .
  • تعال إذا معي نتعاون على سلوك طريق البر والتقوي إلى الله بالله تعالى .
  • هلم يا أخي نتعرض لفضل الله تعالى ومنته ورحمته ورضوانه حيث يقول ” والذين اهتدوا زادهم هدى وءاتاهم تقواهم ” .

 

 

  • ألا تعلم أن الملوك والخلفاء يحضرون لأبنائهم معلمين خصيصا لهم ليعلموهم فوق ما يتعلمه الناس في مدارسهم .. فإن جلساء الملوك والعظماء لابد لهم من أدب خاص يزيد عن أدب العامة من الناس في سلوكهم ومعيشتهم ومجالسهم حتى في لهوهم .. فافهم .. واختر لنفسك أن تكون من العامة أو من مجالس الملوك والعظماء … والله يوفقك ويرعاك .
  • ولا يدلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا خبير أيضا سبقك في هذا الأمر .. وتعلم وتدرب وتأدب وتطهرت روحه ونفسه من رعونتها ، فصار أهلا لهذه الصحبة الميمونة والألفية القدسية العالية ، فيأخذ بيدك أيضا ليعلمك ويدربك ويؤدبك ويجهزك لهذا الشأن العظيم ، وما هذا إلا لأولياء الله تعالى الخالصين له ، فإن أولياء الله تعالى لا يرتقون إلى مرتبة الولاية هذه ألا إذا تأدبوا بأدب رسول الله صلى الله عليه وسلم على قدر ما تطيق نفوسهم وأرواحهم ، فهم لا يصلون إلى الله تعالى إلا برسوله صلى الله عليه وسلم والتعلم منه والتأدب به ، ولولا عناية رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم ، وتربيته لهم ما صلح منهم أحد ، ولذلك فرض الله على المؤمنين حب رسوله حتى تقترب روحهم من روحه الشريفة فتنهل منها .
  • فإذا قصدت وجه الله تعالى دون جنته ورضوانه فاقصد رسوله أولا ، ولن تصل إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ألا بولي لله تعالى سبقك وتبناك وأخذ بيدك ، وهو ليس واسطة بينك وبين الله ورسوله ، ولكنه مدربك وكافلك ومعلمك ما لا تعلم ، فإذا وصلت إلى أدب الائتناس برسول الله صلى الله عليه وسلم .. تركك وشأنك .. فقد أدى مهمته فإذا وجدت مثل هذا الولي فعض عليه بالنواجذ ، وكن له طوعا فإنما هو مرشدك ودليلك إلى الله ورسوله ليقيك شر كوامن النفس الخفية وانتكاساتها ومراوغتها من حيث لا تدرى .
  • ميزان هذا الولي المرشد أمام الناس هو الاتباع لأوامر الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وميزانه في نفسك أن ينقلك من حالك مع نفسك ومع الله إلى حال أعلى وأقرب إلى الله تعالى ، فإن لم يتبدل حالك إلى الأفضل مع الله ، وإن لم يك متبعا لأوامر الله تعالى وسنة رسوله فلا خير فيه ، وهو ليس طبيبك ، فدعه ولا تلتفت إليه وإن أتى أمامك بالكرامات والخوارق ، فالميزان هو ميزان الشرع وليس سواه .
  • ولكن احذر أن يكون حكمك عليه من هوى نفسك ومحاولة هروبها من معلمها ، وميلها إلى التكاسل وحب الرياسة ، وفرارها ممن يؤدبها رغم أنفها .. فإن النفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ، وإن صدق اتجاهك إلى الله تعالى ، وأخلصت النية حقا فإن الله موجهك وراعيك ودالك على من يتولاك بالتربية إن شاء الله تعالى .

 

من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة  135

لعبد الله / صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا

 

الوصايا ( 3 – ب )

بسم الله الرحمن الرحيم

(( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ ))

صدق الله العظيم

 

  • إلى كل من سلك طريقا يبتغى به وجه الله تعالى .
  • إلى كل من صدق في سيره إلى الله وتعلم توحيده وشكره وأحبه .
  • إلى كل من زهد في الدنيا والآخرة معا وقصد الله تعالى لا يريد إلا وجهه الكريم .
  • إلى كل من عاش في أنوار ذكر الله تعالى ، وذاق جمال وكمال أسماء الله تعالى وصفاته القدسية .
  • إلى كل قارئ لسير أولياء الله تعالى وتلمس طريقهم ومنهجهم .

 

 

  • أما علمت أن الله تعالى قد اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم .
  • أما فهمت قوله تعالى ” قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ” !!
  • أما أدركت المقصود من قوله تعالى ” الرحمن على العرش استوى ” .
  • تعال إذا معي نتعاون على سلوك طريق البر والتقوي إلى الله بالله تعالى .
  • هلم يا أخي نتعرض لفضل الله تعالى ومنته ورحمته ورضوانه حيث يقول ” والذين اهتدوا زادهم هدى وءاتاهم تقواهم ” .

 

 

  • ما لك من سبيل للإتصاف ببعض أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم على قدرك وعلى قدر سعة نفسك وروحك ، إلا بقرب روحك من روحه ، وفهم وتذوق هذه الأحوال والصفات ، فالقراءة والعلم بها دون تدريب نفسك عليها لا يجديان نفعا ، أما كان إبليس عالما بالله تعالى وقدرته وسطوته ؟ ولم ينفعه علمه !! ، فإن جوهر الأمر هو سقيا النفس والروح بهذه الصفات .
  • وهذا الأمر ليس بالعلم وحده ولكن بالتقاء الأرواح وتآلفها فإنها تسقي بعضها بعضا وتؤثر بعضها في البعض ، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم ” المرء على دين خليله فانظر من تخالل ” ؟؟ وضرب مثلا لتأثير النفوس والأرواح بعضها في البعض بجليس السوء وجليس الخير وشبههما صلى الله عليه وسلم بنافخ الكير وبائع المسك !! وهذا هو سر قوة إيمان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وفضلهم على سائر القرون .. فقد كانوا ينهلون من روح الرسول صلى الله عليه وسلم مباشرة بقربهم المادي والمعنوي وتنتقل بعض أحواله صلى الله عليه وسلم إليهم كل على قدر نفسه وروحه .. فصار إيمانهم كالجبال الرواسي ببركته صلى الله عليه وسلم وبقوة إيمانهم التي اكتسبوها منه مباشرة منذ بداية بعثته وقبل أن تتم دعوته بل وقبل هجرته أيضا وقبل أن تتم الرسالة وما فيها من أوامر ونواه .
  • وكيف الوصول والائتناس بروح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم النقية الطاهرة العظيمة مهبط الأنوار ومركز التجليات وهي أقدس نفس وروح في مخلوقات الله تعالى كلها ، ونفسك فيها ما فيها من نقائص وعيوب وصفات مرذولة ، وكيف يأتنس الأدنى بالأعلى ويلتقي نافخ الكير وحامل النجاسات النفسية مع هذه الطهارة العليا والقدسية العظمى !! وكيف لك أن تعرف أدب الصحبة ، وأنى لك أن تتأدب بأدب الحضرة المحمدية !! .
  • ألا ترى قوله تعالى : ” وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان .. ” وصدق الله تعالى فإنه قريب بالإجابة قريب بقوته لنصرة من دعاه … ولكنه يقول : ” الرحمن فاسأل به خبيرا ” … فكل من انتصر بالله تعالى فالله قريب منه .. إنها قضية عبد ورب ، قضية ضعيف وقوي وهو جل شأنه القاهر فوق عباده ، أما معرفته تعالى فهذا شأن الخبير به … العالم به ، وهذا شأن آخر له مقومات وأسس .. وبعد كل هذا فالخبير بالله تعالى لا يعرفه إلا على قدر نفسه وروحه هو ، فما قدروا الله حق قدره جل جلاله ، ألا ترى إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يعطي الدنيا لمن يحبه ومن لا يحبه ، ولكنه لا يعطى الدين إلا لمن يحبه …

 

 

من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة  135

لعبد الله / صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا

الوصايا ( 3 – أ )

بسم الله الرحمن الرحيم

(( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ ))

صدق الله العظيم

 

  • إلى كل من سلك طريقا يبتغى به وجه الله تعالى .
  • إلى كل من صدق في سيره إلى الله وتعلم توحيده وشكره وأحبه .
  • إلى كل من زهد في الدنيا والآخرة معا وقصد الله تعالى لا يريد إلا وجهه الكريم .
  • إلى كل من عاش في أنوار ذكر الله تعالى ، وذاق جمال وكمال أسماء الله تعالى وصفاته القدسية .
  • إلى كل قارئ لسير أولياء الله تعالى وتلمس طريقهم ومنهجهم .

 

 

  • أما علمت أن الله تعالى قد اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم .
  • أما فهمت قوله تعالى ” قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له ” !!
  • أما أدركت المقصود من قوله تعالى ” الرحمن على العرش استوى ” .
  • تعال إذا معي نتعاون على سلوك طريق البر والتقوي إلى الله بالله تعالى .
  • هلم يا أخي نتعرض لفضل الله تعالى ومنته ورحمته ورضوانه حيث يقول ” والذين اهتدوا زادهم هدى وءاتاهم تقواهم ” .

 

 

  • اعلم أنه ما من سبيل إلى الله تعالى إلا التمسك بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ظاهرا باطنا ، أدب مع الله ورسوله ظاهر عليك ، وأدب مع الله ورسوله باطن فيك وفي قلبك ، فمن تمسك بالظاهر دون الباطن فله من الأمر ظاهره ، كمن قال لا إله إلا الله محمد رسول الله بلسانه فقط فقد عصم دمه وعد من المسلمين في الدنيا ، أما من قالها بحقها الظاهر والباطن أي آمن بها في قلبه وأقام أركانها دخل الجنة .
  • سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي أقوال وأفعال ثم أحوال ، والأحوال هي أدب رسول الله صلى الله عليه وسلم الباطن من مراقبة الله تعالى بقلبه وروحه ، وسلامة النفس من أمراضها المعروفة كالبخل والشح والحسد والكبر وما شابهها ، واتصافها بالصفات المحمودة كالرحمة والعفو والرضا والتسليم لله تعالى وصدق التوكل عليه وما شابه هذه الصفات والتي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أدبني ربي فأحسن تأديبي ” وخاطبه مولاه بقوله ” وإنك لعلى خلق عظيم ” صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
  • فمن ادعى التمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أحواله الباطنة ودون تنقية نفسه من هذه الشوائب وإلزامها بالصفات المحمودة ، فما تمسك بالسنة حقا ، وماله من ادعائه من حق إلا على قدره وحسابه على الله .

 

من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة  135

لعبد الله / صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا

 

الوصايا ( 2 – ج )

بسم الله الرحمن الرحيم

(( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ ))

صدق الله العظيم

 

  • إلى من شهد قلبه بتوحيد الله تعالى فتوكل عليه وفوض كل أموره إليه جل شأنه .
  • إلى من تذوق حلاوة الإيمان بالله تعالى ولو للحظة واحدة .
  • إلى من عرف قدر الدنيا وما ومن فيها فلم ينشغل قلبه بها إلا على قدرها وما يريد منها .
  • إلى من دمعت عيناه خوفا من الله تعالى أو شوقا إليه وحبا فيه .

 

 

  • في جلستك الليلية المباركة والمحفوظة بأنوار الله تعالى وملائكته وبعد أن يمتلئ قلبك بالإخلاص في توحيد الله تعالى ، وتترك هذه الشهادة أمانة لك وتشهد عليها ما حولك من إنس وجن وملائكة وجماد ، أجر لفظ الجلالة العظيم على قلبك واستعراض صفات الله تعالى الكمالية والجمالية والجلالية ، ثم بعد ذلك حرك لسانك بقولك ” الله ” مستشعرا عظمته جل جلاله ومستعرضا لصفاته القدسية مع تكرار ” ليس كمثله شئ ” على قلبك حتى لا يتلوث قلبك بتشبيه أو تجسيد أو تمثيل تعالى الله عن ذلك كله ، وتعلم الاستغراق في هذا الذكر ، إجمع حولك بروحك في هذه الجلسة روح شيخك وسلسلته إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكذلك الحضور من ملائكة لا تراهم ، اجعل جلستك هذه جماعة ، وضع نفسك فيها إماما أو تابعا تبعا لما يفتح الله به عليك ، وما قسم الله لك من رزق في مشاهدة أو إحساس ، لا تنه هذه الجلسة المباركة قبل أن تستغرق تماما في الصفات القدسية ، وإذا فتح الله عليك بمشاهدة أو غيرها فالتزم أدبا وكن ممتثلا لقول الله تعالى ” ما زاغ البصر وما طغى ” ، ولا تنشغل إلا بتسبيح الله تعالى وتقديسه ، ومتى سعدت بالإستغراق في الذكر ونهلت من أنوار جمع همتك على الله تعالى ، وأردت إنهاء الجلسة ، فعليك بالاستئذان من الحضرة وأنت في شوق إليها وإلى تكرارها ، وتجنب الإطالة والملل .
  • عند إستلقائك على الفراش واستعدادك للنوم ، ومع إغماض عينيك نظم مع أنفاسك ذكر الله تعالى بإسم من أسمائه جل شأنه دون تحريك لسانك أو شفتيك ، وتأمل هذا الإسم واستعرض هذه الصفة حتى تستغرق في النوم ، فإن لهذا الذكر أثر كبير على النفس .
  • إعلم أن طهارة الظاهر تترك أثرا طيبا على طهارة الباطن ، فحافظ على طهارتك ووضوئك قدر استطاعتك ليلا ونهارا .

 

تقبل الله  منا ومنك ، وزكى ما نفعل ، وطهر ما نصنع ، وقبله فضلا منه وإحسانا ، وجمعنا جميعا على رسوله العظيم صلى الله عليه وسلم ، وأوردنا حوضه ، وسقانا بكأسه ، وجعلنا وإياكم من خيار محبيه ، ومن أصدق مجيبيه ، وصل اللهم وسلم وبارك على مولانا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وعلينا وعلى عباد الله الصالحين أجمعين …

 

 

  • من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 123
  • لعبد الله / صلاح الدين القوصي
  • #أحب_محمدا

 

الوصايا ( 2 – ب )

(( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ ))

 

  • إلى من شهد قلبه بتوحيد الله تعالى فتوكل عليه وفوض كل أموره إليه جل شأنه .
  • إلى من تذوق حلاوة الإيمان بالله تعالى ولو للحظة واحدة .
  • إلى من عرف قدر الدنيا وما ومن فيها فلم ينشغل قلبه بها إلا على قدرها وما يريد منها .
  • إلى من دمعت عيناه خوفا من الله تعالى أو شوقا إليه وحبا فيه .

 

 

  • من صفات الله تعالى صفاتُ يحب الله تعالى من عباده أن يتخلقوا بها .. كل على قدره ، كما قال صلى الله عليه وسلم ” أن لله مائة خُلُق وسبعة عشر خلقا ، من أتاه بخلق منها دخل الجنة ” ، وفي رواية أخرى ذكر صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة خلق وأن أحبها إلى الله السخاء ، فاختر لنفسك منها ما يناسب طبيعتك ودرب نفسك على التخلق بها قدر استطاعتك ومنها الرحمة والعفو والكرم والجود والإحسان وجبر الخواطر والنفع للعباد … وغيرها كثير ، فكن بين التخلق بصفات الجمال والبعد الكامل مع التقديس لصفات الجلال كالعظمة والكبرياء والقهر .
  • ضع نصب عينيك وفي قلبك وعقلك ويقينك إسمه تعالى ” الوارث ” جل جلاله ، وتمعن في هذا الإسم ، وعامل هذه الصفات باليقين ، وبعد ذلك عامل الدنيا وما فيها من هذا الأساس الحق ، ثم انظر ماذا يتبقى لك من الملكية من هذه الدنيا كلها .
  • اعلم يا بني أن كل ذكر لك بلسانك أو بروحك أو قلبك إذا أخلصت فيه حقا فإن الكثير من العوالم المسبحة لله تعالى بهذا الذكر تشترك معك فيه ، ألا ترى إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لله ملائكة طوافون في الأرض يتلمسون حلقات الذكر فإذا وجدوها قالوا هلموا إلى بغيتكم ، ثم يتحلقون حول الذاكرين .. إلى آخر الحديث الشريف المعروف ، وكذلك تتنزل الملائكة على قارئ القرآن الكريم ومن الصحابة من رآهم مثل الظلة فوقه وهو يتلوه فاستصحب معك في ذكرك الأرواح الكريمة المباركة لتنال بركتها بإذن الله تعالى .
  • رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم كفيل هذه الأمة .. وهو إمام الموحدين وإمام الشاكرين ، وأعرف الخلق بربه ، وأعبد خلق الله لله تعالى ، وروحه صلى الله عليه وسلم مهبط تجليات الله تعالى ، ومركز أنوار تجليات الله تعالى جل شأنه ، ومنها يستمد الكون كله من إنس وجن وملائكة وغيرهم ، حديثهم وقديمهم ، ألا ترى أنه إمام الأنبياء والرسل السابقين ، وان الإسلام هو شريعة الله تعالى لكل المرسلين ، هو صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين أجمعين سابقهم ولاحقهم وكل إيمان مستمد من إيمانه صلى الله عليه وسلم ، فهو يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين كما قال الله تعالى ، وتعرض أعمال أمته فيستغفر للمذنبين منهم ، فطوبى ثم طوبى لمن تعلقت روحه بروح رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتنس بها ، وتآلف معها ، ثم استمد منها فاستنار بنورها ، فلا يفوتك هذا الفضل العظيم ، وافهم هذا السر الدقيق الثمين .
  • ولكن اعلم لا يتأتى إلا بجهاد النفس وصدق التوجه إلى الله تعالى والإخلاص له ومزيد الحب الصادق لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكثرة الصلاة عليه والإلتزام بسنته ظاهرا باطنا .

 

 

  • من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 123
  • لعبد الله / صلاح الدين القوصي
  • #أحب_محمدا

 

الوصايا ( 2 – أ )

بسم الله الرحمن الرحيم

(( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ۚ ))

صدق الله العظيم 

 

  • إلى من شهد قلبه بتوحيد الله تعالى فتوكل عليه وفوض كل أموره إليه جل شأنه .
  • إلى من تذوق حلاوة الإيمان بالله تعالى ولو للحظة واحدة .
  • إلى من عرف قدر الدنيا وما ومن فيها فلم ينشغل قلبه بها إلا على قدرها وما يريد منها .
  • إلى من يحبو تقربا إلى الله تعالى قاصدا وجهه الكريم ولا شئ سواه .
  • إلى من يطمع في كرم الله تعالى وفضله ومننه غير معتمد على عمله ولا مغرور بعبادته .
  • إلى من دمعت عيناه خوفا من الله تعالى أو شوقا إليه وحبا فيه .

 

 

 

  • أما علمت أن الله تعالى أقرب إليك من حبل الوريد .
  • أما عرفت أنه أينما تولوا فثم وجه الله تعالى .
  • أما فهمت أنه ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ، ولا خمسة إلا هو سادسهم ، ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا .
  • بالله عليك كيف لا أحب ربا رحمانا ودودا مثل ربي ، وهل لربي مثل أو مثيل فأحبه وأعبده مثل ربي ؟؟ جل جلال الله تعالى وتعالى عما أقول .
  • وهل تستطيع أن تعبده حق عبادته وهو القائل وما قدروا الله حق قدره ، وهل تستطيع أن تسجد له وتقدسه حق تسبيحه وتقديسه وهو القائل تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شئ إلا يسبح بحمده .
  • تعالى معي إذا نشترك مع هذه العوالم الموحدة المسبحة لله تعالى عسى أن نحظى مع الله تعالى ببعض رضاه ومنه وفضله .
  • كل صانع يحب صنعته ، ويحافظ على ما صنعه ، ويقيها شر التلف والفساد ، والله جل شأنه – وله المثل الأعلى – يحب صنعته ، ويحب خلقه ، ويقيهم شر الفساد والتلف .. ولكن ليس بعقلك وتفكيرك فإنهما قاصران عاجزان ، ولكن بحكمته ورحمته ولطفه وحسن تدبيره ، فهو طبيبهم ووليهم وناصرهم ، ويبلوهم بالخير والشر ليمحصهم ، ومفهوم الشر هنا هو على قدر عقولهم ، اما عنده جل شأنه فكل الأمر خير ، إما من خير في الدنيا أو خير في الآخرة ، فهل تعلمت الرضا عن الله تعالى ؟؟ ، وهل رضيت عنه جل شأنه وعن فعله فيك ؟؟ هو طبيبك ، وهو العليم الخبير الحكيم ، فسلم الأمر إليه وارض عنه ، فإن الرضا عن الله تعالى كنز ثمين يفتح لك باب محبته ورضاه وهي الغاية العظمى لكل مخلوق ولكل من يريد وجه الله تعالى .
  • إذا تعلمت الرضا عن الله تعالى ، وتيقنت وآمنت أن فعله فيك هو الخير كل الخير لك ، فتعلم بعد ذلك محبة خلق الله تعالى على كافة صورهم وأجناسهم ، فإن الله تعالى يحب من يحب عباده وعبيده وخلقه ، ألا ترى أنه غفر لمن سقى الكلب جرعة ماء ، وتعلم كيف ترى فعل الله في خلقه وملكه ، فهو الفعال لما يريد ، وكل يعمل على شاكلته ، ولا تكره فيهم ومنهم إلا ما يقع منهم فيغضب الله تعالى ، أي تكره منهم أفعالهم ولا تكره ذواتهم ، فإنما هم عبيد فانصحهم برفق وحكمة وعاملهم برحمة ومودة قاصدا الله فيهم ، فإنما يرحم الله تعالى من عباده الرحماء .
  • من مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 123
  • لعبد الله / صلاح الدين القوصي
  • #أحب_محمدا