و رسول اللَّـه ﷺ يقول “إن الشيطان يجرى من الإنسان مجرى الدم” رواه أحمد فى مسنده و البخارى ومـسلم و أبو داود عن أنس و رواه البخارى و مسلم و أبو داود و ابن ماجة عن صفية.. ثم يخاطب ابن الخطاب بقوله “الشيطان يخاف منك يا عمر”.. وفى الحديث .. “يا عُمَـرُ!! ما لَقِـيَكَ الشَّـيْطانُ سَالِكاً فَجَّـاً إِلاَّ سَلكَ فَجّـاً غَير فَجِّـكَ” رواه البخارى، ومسلم وأحمد والبيهقى.
و قوله ﷺ ” قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم أناس محدثون، فإن يك فى أمتى أحد منهم فهو عمر بن الخطاب” رواه أحمد فى مسنده و البخارى فى صحيحه عن أبى هريرة- ورواه أحمد و مسلم و الترمذى و النسائى عن عائشة بسند صحيح..
هذه كلها على سبيل المثـال صفات خاصة لعمر بن الخطاب و هى تزيد عن عموم المؤمنين.. و هذه الصفات استثناءات من القواعد العامة.. و قول رسول اللَّـه “فإن منهم عمر”.. دليل على وجود غيره فى الأمة المحمدية..
يدعو رسول اللَّه ﷺ لعبد اللَّه بن عباس رضى اللَّه عنه “اللَّهم فقهه فى الدين و علمه التأويل”.. رواه أحمد والحاكم بسند صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه و رواه أبو شيبة والطبرانى” !!..
فقهه فى الدين.. وعلمه التأويل!! ماذا يقصد رسول اللَّه ﷺ!!
نحـن نـعـلـم أن الـتـأويـل مـعـنـاه بـبـسـاطـة فـهـم الأمـور لـيـس عـلـى ظـاهـرهـا و لـكـن حـل رمـوز وإشـارات..
وعلى سبـيـل الـمـثـال ….. عندما يرى فرعون مصر سبع بقرات وسبع سنابل.. إلى آخر الرؤية المشهورة.. ويسأل المفسرين عنها يقولون : ﴿ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ ۖ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ (44) ﴾ – سورة يوسف .. أى أن للبقرة معنى تدل عليه.. وللسنابل معنى تدل عليه.. وللأكل فى هذه الرؤيا معنى يدل عليها.. ولكننا لا نفهم المقصود من هذه الرموز فالأمر يحتاج إلى تأويل ..
فـعـنـدمـا يـدعـو رسـول اللَّه ﷺ بـأن يعلمه اللَّه التأويـل .. يـفـهـم منها القدرة عـلى فهم و فك هـذه الـرمـوز والـشـفـرات.. و لـيـس الأمـر مـقـصـورًا عـلـى الـرؤى و الـمـنـامـات .. ولـكـنـهـا عـامـة بـفـهـم أمـثـال هـذه الـرمـوز ..
و هـذه فـى ذاتـهـا إشـارة مـن رسـول اللَّه ﷺ لأهمية التأويل وفـهـم الإشـارات .. وأن هـنـاك بـعـض الأمـور تـدق علـى الـقـارئ.. ولا تؤخذ علـى ظـاهـر الـمـعـنـى. فـتـنـبـه رحـمـك اللَّه ..
مقتطفة من كتاب “مُحَمَّد مشكاة الأنوارﷺ (قطوف محمدية) “- لعبد اللـه // صلاح الدين القوصى
يتبع …