وهو من كَمُلَ به غيره ، وإذا رُؤى ذكر الله تعالى …
المقام الأسمى والدرجة العليا هي العبودية لله تعالى ، وأهم صفاتها الانكسار والرحمة لعباد الله .
وقدر الولي علي قدر انكساره ، أما ما تراه من فلتات العزة والقوة عليه ، فإنما هي بالله ولله ، وليس لنفسه منها شئ ، وكذلك إظهار كرامة أو إخفائها .. كل هذا بالله وإلى الله ، وليس من أمر نفسه شئ .
أما إذا تحركت نفسه بشهوة العزة أو إظهار كرامة وخلافه ، فلا هو ولي لله ولا عبد له ، فقد وقع في هوى نفسه والعياذ بالله .
فليس الولي هو من كَمُلَ في نفسه ، ولكن هو من كَمُلَ به غيره .
وليس الولي من قدمه بالمشرق والأخرى بالمغرب ، فإن الجن يفعل ذلك ، ولكنه من إذا رُؤى ذكر الله تعالى .
وليس الولي هو صاحب الكشف والخوارق ، فإن الرهبان والجن يفعلون ذلك ، ولكنه من يطبع في قلوب العباد حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
من كتاب مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة 34
لعبد الله – صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا