من الرحمنِ كــاســـاتى وخمــرى
ومـــا لــلأولـــــيـــا دَنٌّ كَـــــدنـــِّــى
وكـلُّ الــسـابـقـين لـهمْ كـــؤوسٌ
و قـد جـمَّــعــتُها .. وأضــفــتُ لَــوْنِـى
لكــلٍّ مــنــهــمُ مـــزجٌ وخـــــلـطٌ
ولــيس لأيـــهـــمْ ذوقــــى وفــنـــِّى
هــمُ الـساداتُ .. أَشْرافُ البرايا
عـلى رأسى مــقـامــهــمُ وعـــيـنـى
ولكنْ ليس مشــربهمْ شــرابـى
ولا أيـــامـــهــمْ أبــــــدًا كــقــــرْنــى
سقاهـم ربــهـمْ كـأســًا طهـــورًا
وأهــــدانـى بـحـــــورًا أَغْــــرَقَـــــتـنـى
وأَسْــكَرَهُــمْ بحضــرته شـــهـودًا
وكــلٌّ قـــال قـــولاً ليـــس يُــغْـــــنِى
لكـلٍّ رزقُــهُ صِــــفَــةً وإســـمــــًا
وكـــلٌّ حــــيث أَشـــــهــدَه يُــغَــــنــِّى
وأولانــى “بــدائــــرةٍ” وجـــودًا
بــهـا حـضــراتــهـا قـــد فـــتَّــتَــنـى
جَمـعتُ” الضدَّ ” أذواقًا وشربـًا
“وبالأضـداد” يـبـقــــينـى .. ويُـفْـــــنِى
أنا البحرُ الخضــمُّ .. ومن سوانا
عـــيــونٌ .. مــاؤهــــا مــنــِّى وعــنــِّــى
وسـرِّىَ .. سـائرٌ فى الخـلق سِـرًّا
بفــضـــلِ الــلَّــــــه لا بـالحــولِ مِــنــِّى
مقتطفة من قصيدة ” الغوثية ” – باب “الغوث ” – ديوان ” العتيق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى