فـقــــلتُ : مـسـلـمـــــاً أمــــــرى
فـتــــأمرنــى .. و تــنــهــــانى
فـقــــال : احفظ لنــــــــا عهـــــدا
و لا تــسـمــــــــع لـخـــــــــوَّانِ
و كـن عبــــــــدى .. و صُن سِـرِّى
تنــــل مــــن بعــــض قــرآنـى
سأجـعـــــــل قــدسنــــا فيــــكمْ
إذا خــاصـمـتَ عـصيـــــانــــى
فــــــإن لــعـبــــت بـك الأهــــــوا
فــتـــبْ و ارجـــع لـغـفــرانـــى
فــــإنـــــى واســــع الرحمـــــات
مـهـــمــا العـبـــد يـنســــانــى
فــقـلــــت : الـلــــه مــــولانــــــا
حـبــيــــبُُ مــــالـــه ثـــــــــــان
و مــــاذا تـفـعــــــل الأهــــــــواء
إنْ مـــــــولاىَ قـــــــوَّانــــــــى
فـقــال : الـــــــزمْ إذاً عهــــــدى
و ســــوف أســــوق أعــــوانى
لــتــحـفـظـكـم و تــرعــــاكــــمْ
و من ذا فوق سلـطـــــانى ؟؟؟
نــهـضتُ .. و قــلتُ : يـــا ألـلــه
نــــورُُ مـنــــك يــغـشــــــــــانى
و كــــــــــل الــكـــــــــون ذرَّاتُُ
تـطـيــــر كـمـثــــل دخـــــــــــان
بــــها نـــــورُُ يـحـيــــــط بـــــها
عــظـيــم الـقــدر و الـشـــــــأن
يــضــىء الــكــونَ بـــــالأنــوار
فـيــــها كــــــــل ألــــــــــــــوانِ
يــُــمِدُّ الخـلـق بــــــالأســــرار
مــــنــه يـُـــمَــــدُّ إيـمــــــانـــى
أرى فـــى الـكــــون أنــــــواراً
لـــــه فى كـــــــل إنــــســـــان
و فـى قـلــبى سـرى حـبــــــاًّ
و عــــلـمـا فـيــــه عــــرفـــــانى
و رحــــمـةُ ربــــــــنــا فـــيــــه
مــن الـقــــاصى إلــــى الـدانى
كـــمـرآة لـــــكــم .. فـيــــــهــا
إلـيـــــك و مــــنه وجــهـــــــــان
فـــكل الـكـون مــــنْ وجـــــــهٍ
و ســــرُّك وجـــهُـهُ الـثــــــــانـى
فأنت الوتـــــر .. و هــو الشفع
و الأكـــــــــــوان صـنـفــــــــــــان
و فــــيه الـجـنــتة الـعــــظمى
و عــــدن بــعــــــد رضــــــــــوانِ
مقتطفة من قصدة ” العهد ” – ديوان ” الغريق ” – شعر عبد اللـه / صلاح الدين القوصى