” القرآن الكريم , الحديث القدسى , الحديث النَّبَوِى “

إذا تَحَدَّثْـنَا عن الأنوار المعنوية لرسول الـلَّـه ﷺ، فيجب أن نتنبَّهَ إلى نورانيته فى أقواله التى كان يهدى بها خَلْقَ الـلَّـه تعالى… وهى على ثلاثةِ أقسامٍ…

أولاً : القرآن الكريم

وهو كما أسلفـنــا كلام اللَّه القـديم.. و فـيـه نـور اللَّـــه القديم، وهو يتنزَّلُ من اللَّه تعالى بأنواره.. وآياته.. وكلماته.. ومعـانـيه..

يقول ﷺ ”أنَّ الـلَّـه تَعَالَى كَتَبَ كِتَابـًا قَبْلَ أنْ يَخْلُقَ السَّمَاواتِ والأرْضَ بِأَلْفَىْ عَامٍ وَهُوَ عَنْدَ العَرْشِ وَأَنَّهُ أَنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ خَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ البَقَرَةِ،  وَلايُقْرَآنِ فِى دَارٍ ثَلاثَ لَيَالٍ، فَيَـقَـرَبُـها الشّيْطـانُ “  وهو حسنٌ، رواه الترمـذىُّ والنسـائِىُّ عن ”النعمان بن بشير “.

فكلام الـلَّـه ونوره.. يخرج من رسول الـلَّـه ﷺ على ما هو عليه.. مكتسيـًا بِحالِ روحِهِ، وقت نـزول القرآن ما بين قَبْـضٍ، وبَسْـطِ، وهيبةٍ، وخـوفٍ،  ورجاءٍ،  وشكرٍ، وحالاتٍ أخرى لروحه ﷺ…

فالقرآن هو كلامُ الـلَّـه.. ونورُ الـلَّـه.. وكلِماتُ الـلَّـه، وليس لرسول الـلَّـه فيه إلاَّ بعضُ أنوارِ حاله الروحىِّ وقت نزولِ الوحى…

الثانى : الحديث القدسى :

وهـو من نـورِ كـلام الـلَّـه تـعـالى النَّازل على روح الرسول ﷺ.. ولكن الألفاظ والكلمات والتعبير منه ﷺ…

لــذلك يكـون فـيـــه نــور الـلَّـــه تـعـــالى، مخـتـلـطـاً بـالـنور المحمدِى… وهو ليس فى درجة الوحى السماوى… ومثاله.. يـقـول ﷺ ”قَـالَ الـلَّـه تَـعَالَى : سَـبَـقَتْ رَحْمَـتِى غَضَـبــِى “ وهو صحيح، رواه مسلم عن ”أبى هريرة “…

ويقول ”قَالَ الـلَّـه تَعَالَى :  الكِبْرِيَاءُ رِدَائِـى، فَمَنْ نَازَعَنِى رِدَائِى قَصَمْتُهُ  “  وهو صحيح،  رواه الحاكم عن ”أبى هريرة “.

ويقول ”قَالَ الـلَّـه تَعَالَى :  عَبْدِى.. إِذَا ذَكَرْتَنِى خَالِيـًّا ذَكَرْتُكَ خَالِيـًّا،  وإِذَا ذَكَرْتَنِى فِى ملأ  ذَكَرْتُكَ  فِى ملأ خَيْرٍ مِنْهُمْ وأَكْبَرْ “  وهو صحيح، رواه البيهقى عن ”ابن عباس “.

فالحديثُ القُدُسىُّ هو دون الوحى.. والمعنى بأنوارهِ مِن الـلَّـه تـعـالى.. واللَّـفْـظُ من رسول اللَّـه ﷺ بِـأَنْــوارِهِ الذَّاتِيَّةِ…

فنورُ الحديثِ القُدُسىُّ.. نور إِلِهىٌّ عارِضٌ إلى ذات الرسول ﷺ…

الثالث : الحديث النَّبَوِى :

وهو من نـور ذات رسول الـلَّــه ﷺ السَّـاكِنِ الثــَّابــِتِ فِـيهِ، وهو رسول الـلَّـه ﷺ ما ينطق عن الهوى أبداً..

ولذلك يمكن أن نقول بأسلوبٍ آخر…

أنَّ الكلام إذا صدر من الرسول ﷺ بوحى من السماء ونور اللَّه القديمِ فيه،وليس للرسول فيه اختيارٌ..فهو  القرآن…

وإن كان الكلام منه ﷺ، وسطـوع الأنْـوارِ من الـلَّـه تعالى و بدونِ وحْىٍّ مـن سيدنا جبــريـل كالـوحى المـعـروف.. فهو الحديث القُدُسِىّ..

وإن كان الكلام، والمعنى، واللفظُ من رسول الـلَّـه ﷺ ونور ذاته، فهو حينئذ الحديث النَّبَوِى.

والكل من عند الـلَّـه تعالى…

ولأصـحــاب الـذَّوْقِ والـرَّوْحـانِـيَّـةِ فى هـذا الأمـــر كـلامٌ كـثـيٌـر…..

مقتطفة من كتاب ” انوار الاحسان ” لعبد اللـه // صلاح الدين القوصى

www.alabd.com

www.attention.fm