يا ربُّ منكسرا أتَيـْتُ لِبابــكــمْ |
ذُلُّ العبودةِ فاض من جنباتِى |
حتى عجـزتُ عن الـكلامِ.. وإنْ أَقُـلْ |
شيئا يفُـورُ الحزنُ من نبراتـِى |
أنا لا أرى إلاك عـينَ حقـيقــةٍ |
وسواك مهما كان.. بعض صِفاتِ |
يا سيدَ الساداتِ .. إنى والذى |
نَبأك ذُبْتُ.. و فُجِّرَتْ ذراتِى |
واللـهِ.. ما كلُّ الوجود به لكمْ |
حُبًّـا كَحُبـِّى غارقاً فى الذاتِ |
يا سيدى.. أنا كلُّ أنـفـاسى بكمْ |
بل ذِكركمْ واللـهِ بالـنـبـضـاتِ |
إنْ قلتُ منكم ذرتى أو طينتى.. |
واللـهِ مـا جاوزتُ بالـكلماتِ!! |
أنا فيكمُ أحيا .. ولستُ بعارفٍ |
حَدًّا كأنى ذُبتُ فى سكراتِى |
جَمْعى بكم نوماً ويقظاناً.. فلا |
واللـهِ أنظرُ غيرَكمْ فى ذاتـِى |
أنا لست أدرى كيف!.. لكنْ هذه |
عندى أراهـا أطهـرَ الـحـالاتِ |
يا سيدى .. واللـهِ إنى أسْتَحِى |
لَمَّا أزور الـرَّوضَ بالخـطــواتِ |
وأقول فى نفسى: أراك بمسكنِى |
فَمَنْ الذى أرجوه فى الحجراتِ!! |
بل إنكمْ سَكَنى وكل عوالمى |
فى الكون.. تملأ بالجمال حياتِى |
سكنى.. وفـيك إقـامتى ومـعـارجى.. |
فَلِمَنْ أروحُ وكلكمْ فى ذاتِى!! |
أنا فيك منك بكمْ.. ونورُ جمالكمْ |
لى برزخى.. فيه تقومُ حياتِى |
أنا لم أفارق نورَكم يا سيـِّدى.. |
منذ القديمِ كـصفحة الـمــرآةِ |
مقتطفة من قصيدة “الفَيْض” – ديوان “الرَشيق” – من أشعار عبد اللـه // صلاح الدين القوصي . www.alabd.com |