• تأمل واقعة سؤال سيدنا جبريل عليه السلام عن الإسلام و الإيمان … يقول الراوى فى حديث أبى عامر الأشعرى فى مسند أحمد17631- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّه حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَنْبَأَنَا شُعَيْبٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّه بْنُ أَبِى حُسَيْنٍ حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ عَنْ عَامِرٍ أَو أَبِى عَامِرٍ أَو أَبِى مَالِكٍ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- ” بَيْنَمَا هُو جَالِسٌ فِى مَجْلِسٍ فِيهِ أَصْحَابُهُ جَاءَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فِى غَيْرِ صُورَتِهِ يَحْسَبُهُ رَجُلاً مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَرَدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ ثُمَّ وَضْعَ جِبْرِيلُ يَدَهُ عَلَى رُكْبَتَىِ النَّبِىِّ -صلى اللَّه عليه و سلم- وَ قَالَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّه مَا الإِسْلاَمُ فَقَالَ: (أَنْ تُسْلِمَ وَجْهَكَ للَّه وَ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَ تُقِيمَ الصَّلاَةَ وَ تُؤْتِىَ الزَّكَاةَ) . قَالَ فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَسْلَمْتُ قَالَ: ( نَعَمْ ). ثُمَّ قَالَ مَا الإِيمَانُ قَالَ: ( أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّه وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَ الْمَلاَئِكَةِ وَ الْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَ الْمَوْتِ وَ الْحَيَاةِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ وَالْحِسَابِ وَ الْمِيزَانِ وَ الْقَدَرِ كُلِّهِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ). قَالَ فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ آمَنْتُ قَالَ : ( نَعَمْ ). ثُمَّ قَالَ مَا الإِحْسَانُ يَا رَسُولَ اللَّه قَالَ:( أَنْ تَعْبُدَ اللَّه كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنَّكَ إِنْ كُنْتَ لاَ تَرَاهُ فَهُو يَرَاكَ). قَالَ فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ فَقَدْ أَحْسَنْتُ قَالَ : (نَعَمْ ). وَ نَسْمَعُ رَجْعَ رَسُولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه و سلم- إِلَيْهِ وَ لاَ يُرَى الَّذِى يُكَلِّمُهُ وَ لاَ يُسْمَعُ كَلاَمُهُ. قَالَ فَمَتَى السَّاعَةُ يَا رَسُولَ اللَّه فَقَالَ رَسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه و سلم- (سُبْحَانَ اللَّه خَمْسٌ مِنَ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ (إن اللـه عنده علم الساعة وينزل الغيث و يعلم ما فى الأرحام و ما تدرى نفس ماذا تكسب غدًا و ما تدرى نفس بأى أرض تموت إن اللـه عليم خبير). فَقَالَ السَّائِلُ يَا رَسُولَ اللَّه إِنْ شِئْتَ حَدَّثْتُكَ بِعَلاَمَتَيْنِ تَكُونَانِ قَبْلَهَا فَقَالَ: (حَدِّثْنِى). فَقَالَ: (إِذَا رَأَيْتَ الأَمَةَ تَلِدُ رَبَّهَا وَيَطُولُ أَهْلُ الْبُنْيَانِ بِالْبُنْيَانِ وَعَادَ الْعَالَةُ الْحُفَاةُ رُءُوسَ النَّاسِ). قَالَ وَ مَنْ أُولَئِكَ يَا رَسُولَ اللَّه قَالَ : (الْعَرِيبُ). قَالَ ثُمَّ وَلَّى فَلَمَّا لَمْ نَرَ طَرِيقَهُ بَعْدُ قَالَ : (سُبْحَانَ اللَّه – ثَلاَثاً – هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ لِيُعَلِّمَ النَّاسَ دِينَهُمْ وَالَّذِى نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا جَاءَنِى قَطُّ إِلاَّ وَأَنَا أَعْرِفُهُ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الْمَرَّةُ ) “. و كذلك رواه أحمد عن ابن عمر فى رواية أخرى ..” أن سيدنا جبريل أتى النبى ﷺ ، وجلس قبالته (حتى لامست) ركبتاه ركبتيه، ووضع يديه على فخذيـه الشريفين .. ثم جعل يسأل عن الإيمان والإحسان…إلخ”.
• و نحن نتساءل أهذه جلسة المتعلم المتأدب !! ثم سأله فيجيب رسول اللَّه فيصدقه جبريل حتى يقول الصحابة فعجبنا يسأله ثم يصدقه …
إن رسول اللَّه كان يعلم صحابته أن يجلسوا حيث انتهى بهم المجلس .. و أن يلقى التحية على المجلس كله من مكانه.. فـمـا بـال سـيـدنـا جبريل يكاد يحتضن الرسول ﷺ بيديه ورجليه!!!
لا نفهم منها إلا التبرك برسول اللَّـه ﷺ جسدًا و مادة بشرية… و قد كان كل الصحابة رضوان اللَّه عليهم حريصين على هذه الملامسة مع رسول اللَّـه ، و مس أى جزء من جسده الشريف فضلا عن التبرك بأى من آثاره المباركة ﷺ .
و قد كان رسول اللَّه فى تلك الساعة فى حضور مع ربه أذهله عن الخلق .. حتى إنه قال ﷺ ، “ما غُمَّ علىّ جبريل إلا هذه المرة” … فرسول اللَّه لم يعرف جبريل فى تلك الساعة لانشغاله بربه عن الخلق … فجاء جبريل ليغتنم هذا المعراج الروحى العظيم لرسول اللَّه ﷺ تلك اللحظة.
مقتطفة من “كتاب محمد مشكاة الأنوار ﷺ – الباب الثاني : (بشرية رسول الله ﷺ)” – لعبد اللـه // صلاح الدين القوصى