الأبـوة الـروحـيـة

الأُبُوَّةُ الرُّوحِيَّةُ تستلزم منَّا البِرَّ..،والمحبةَ..، والتعظيم لجنابه ﷺ … وفى هـذا البر والمحبة والتعظيم سرٌّ كبيرٌ يعود بنفعه علينا… فإنك على قدر بِرِّكَ بأبيك وحُبِّكَ له وتعظيمك لحضرته واقـترابك منه.. يكـون استِمْدادُكَ من أســراره وأنواره.. والأرواح لاتجتمع إلا َّ بالمحبَّة.. ولاتسقى بعضها البعض إلا بالتآلُف والمودَّة.. وبالتآلُف والمودَّة والاجتماع يحدث بعض التجانس والتشابه وتزداد المحبّة.. فيسْرِى النّور بين الأرواح بالهدى والإيمان.. وكلَّما اقتربت روحك من روح رسول الـلَّـه ﷺ  كلما نهلْت من مشرَبِهِ.. وفزت بنواله وهداياه.. فاستنارت روحك بنور معرفةِ روحِهِ بالـلَّـه تعالى.. فاقتربت به ﷺ  إلى الـلَّـه تعالى…

فمحراب الأرواح كلها.. هو روح رسول اللَّه ﷺ ، فمنتهى سيُر الأرواح إلى روحه العالية.. ومنها إلى اللَّه تعالى…

تمامـًا كما أنَّكَ لاتعبد الـلَّـه تعالى إلا بشريعته وسنَّةِ رسوله  ﷺ  ولاتصِحُّ لك عبادةٌ إلاَّ بما جاء به محمد من ربِّهِ.. وبَـيـَّـنَـهُ.. وأوضحه لنا…. كذلك لايصِحُّ لَكَ إيمانٌ بالـلَّـه تعالى إلاَّ إذا ارتبطت روحك بروحه ﷺ  وأخذت من إيمانها وأنوارها….

أو بمعنى أدق.. أن يكون ظاهرك مع ظاهر رسول الـلَّـه، وكذلك باطنك مع باطنه  ﷺ …

وما فى روحه عليه الصَّلاة والسَّلام إلا الإيمان الكامل.. والأنوار الإلاهيةُ… والأسْرارُ السَّماوية.

مقتطفة من كتاب ” محمد نبي الرحمة ﷺ ” – لعبد اللـه // صلاح الدين القوصي

www.alabd.com

للإستماع إلى إذاعة ” حب النبى ” عبر الإنترنت :

attention.fm