كلُّ صانع يُحبَّ صنعتِهِ، ويُحافِظُ على ما صَنَعَهُ، ويقيها شرَّ التَلَف والفساد، و اللَّه جلَّ شأنُهُ – ولَه المثلُ الأعلى- يُحبُّ صنعتَهُ، ويُحبُّ خلقَهُ، ويقيهِم شرَّ الفساد والتلف .. ولكنَّ ليس بعقلك وتفكيرك فإنَّهُما قاصران عاجزان، ولكنَّ بِحكمَتِهِ ورحمَتِهِ ولُطفِهِ وحُـسـنُ تدبيرهِ، فهُو طبـيــبُـهُم وولـيُّــهــم ونـاصِــرُهُــم، ويبلوهم بالخير والشرِّ ليمحصهم، ومفهوم الشرِّ هُنا هو على قدرِ عقولِهُم، أمَّا عندَهُ جلَّ شأنُهُ فكلُّ الأمرِ خيرٌ، إما مِن خيرٍ فى الدُنيا أو خير فى الآخرة، فهل تعلَّمت الرضا عن اللَّه تعالى ؟؟، وهل رضيت عنهُ جلَّ شأنه وعن فِعلِهِ فيك ؟؟ هو طبيبُكَ،وهو العليمُ الخبيرُ الحكيمُ، فسلِّم الأمرَ إليهِ وارضَ عنهُ، فإنَّ الرضا عن اللَّه تعالى كنزٌ ثمين يفتحُ لك باب محبَّتِهِ ورضاه وهى الغاية العُظمى لكُلِّ مخلوقٍ ولكُلِّ من يُريد وجهَ اللَّه تعالى .
مقتطفة من كتاب ” مقدمة أصول الوصول ” – لعبد اللـه // صلاح الدين القوصى