” صحة الإيمان وزيادته “

• إن قلنا إن الإسلام بمفهومه الحقيقي هو إسلام الوجه لله تعالى والتسليم له بأوامره ونواهيه وحكمه ، فالإيمان هو إيمان القلب بالله ، والقلب السليم هو القلب المؤمن ، ألا ترى كيف يصف الله تعالى قلوب المنافقين بأنها مريضة فيقول عز من قائل { في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا } ..

• فجعل الله تعالى الإيمان هو المنجي يوم القيامة ، وهو النافع للعبد وإن قل عمله ، ولذلك يوصي رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدنا معاذ بن جبل بقوله : أخلص العمل يجزك منه القليل ” ، فالميزان والقياس عند الله تعالى ليس بالأعمال فقط ولكن بالأساس الذي نبعث منه هذه الأعمال ، والتربة المؤمنة التي تزرع فيها ، فتثمر وتزهر بإذن الله تعالى .

• يقول تعالى في سورة المائدة { إنما يتقبل الله من المتقين } ، والتقوى في القلب ، وأساسها الإيمان ، وإلا فكيف يتقي الله تعالى من لا يؤمن به !!! فلا ينفع إسلام بلا إيمان ، ولا يكون إيمان بلا إسلام ، ويظل التعريف الشرعي للإسلام بأنه الأعمال الظاهرة ، والإيمان هو الاعتقاد الباطن ..

• أما النفاق والعياذ بالله فتعريفه هو إظهار العبد خلاف ما يبطن ، فالمنافقون هم القوم الذين أبطنوا الكفر في قلوبهم وأظهروا الإسلام على جوارحهم وبأعمالهم وأفواههم ، فوصف الله المشركين بأنهم نجس ، ووصف المنافقين بأنهم رجس ..

• ويخاطب الله الأعراب الذين أظهروا الإسلام بأن الإسلام قد سبق إلى ظواهرهم ولكن قلوبهم خاوية من الإيمان ، وذلك بخلاف ما كانت عليه الصحابة رضوان الله عليهم حيث كان الإيمان يسبق إلى قلوبهم ..

• فالإيمان هو الأساس الذي تنبت فيه الأعمال الصالحة ، وعلى قدر هذا الإيمان على قدر ما ينمو الزرع ويترعرع ويكون الثواب بإذن الله .

للاستزادة : باب الإيمان كتاب (( ” قواعد الإيمان ” – تهذيب النفس ) ص 146
لعبد الله / صلاح الدين القوصي
#أحب_محمدا