زِدْنِى شَراَبًا دائمًا لا ينقَضِى

إنْ أرتَجِى رؤيـــــــا مَنَامٍ إنما

رؤيَاكَ يَقْظَانًا فغايـــــةُ مَطْلَبِى

وَ القَولُ مِنْكَ أوامِرُ مَقْضِيَّــــةُ 

وَ الرَّمزُ منكَ عُلاً عزيزُ المطْلَبِ

طوبى لمن لَثَمَ الأنَامِلَ وَ القَدَمْ

أوْ فَــازَ مُنْتَــشيًا بِوَجْهِ مُرَحِّبِ

وَ السِّرُّ لا يُفْشَى وَ إنْ سَفَكُــوا دمى

وَ القولُ أسْرَارٌ أمــامَ الأجنَبِى

يا عِزَّ من شَرِب الهَوى من كأسِكْم           

يـا حَظَّهُ مِنْ ذائقٍ أو شَـــارِبِ

جُد ياكريمُ بِرَشْفَةٍ فيها الرضى

فالحبُّ وَ التحْنَانُ مِنْ شِيَم النبِى

زِدْنِى شَراَبًــا دائمًا لا ينقَضِى

يا حُسْنَ كَأسِكُمُ الهَنىَّ المشْرَب

إنْ يُسْتَقَى غَيْثُ الغَمامِ بِوَجْهِكُمْ

إنى إسْتَقيتُ بِوَجْهِكُمْ نورَ النبى

إسْقِ العَطَاشَى يَارَحيمُ مَوَدَّةً     

و ارْوِ الغَليلَ لِظَامىءٍ مُتَلَهِّبِ

جُدْ يـا عطاءَ اللّه نـورًا وَ هُدىً   

للعاشِقِ المتحَبِّبِ المُتَقَــــرِّبِ

إنْ كان تَقصِيرِى حِجَابًا بيننـا

فَنَـــداكَ يعلو فوقَ كلِّ مُحَجَّبِ

إن العَطَايَـا  مِنْــحَةٌ مِنْ رَبِّها

وَ لَقَدْرَ مُعْطيها الكريمِ الواهبِ

إنَّ الكريمَ إذَا رَجَوْتَ نَـوَالَــهُ

أغْنَى: فكيف عطاءُ مَنْ قَصَدَ النَبى !

يا مَنْ رَددْتَ على ” قَتَادَةَ ” عَيْنَهُ

رُدَّ البصيــــرةَ للفؤادِ الذاهــبِ

صَلَّى عليكَ اللّه يَا عَلَمَ الهُدَى

فى كــلِّ دِينٍ مُنَـزَّلٍ أو مَذْهَبِ

 

مقتطفة من قصيدة ” مكشوفة الأسرار ” – ديوان ” الأسير ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى