توحيد اللـه تعالى و تقديسه ..

معنى توحيد الـلَّـه تعالى وتقديسه ، هو أَنَّهُ لاموجود بحقٍّ إلا الـلَّـه تعالى .. فهو واجبُ الوجودِ بلا علةٍ ولاسببٍ ، جَلَّ وعَلا … وكل ما سواه مفقود .. وكل ما سواه له وجود عارض ، له بداية وله نهاية … وكل الذى فوق التراب .. تراب …

وقلنا كذلك أن أفعال الـلَّـه تعالى تظهر فى الكون بمخلوقاته … فالأفعال تنسب إليهم .. وحقيقتها من الـلَّـه تعالى …. كما قلنا ان هذه الأنوار ، إنَّمَا هى نتيجة لتجليات صفات الـلَّـه تعالى على الكون كله .. فجعل الـلَّـه تعالى هذه الدنيا هى عالم الأسباب والنتائج .. والـلَّـه سبحانه هو مسبب الأسباب وواهب النتائج … فهذا يرزق ذاك .. وهذا يقْتُل ذاك .. والـلَّـه فى الحقيقة هو الرزاق .. وهو المحيى المميت ….

وقلنا كذلك أنَّ لِكُلِّ صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِ الـلَّـه تعالى أنوار وأسرار وجنود وحضرة وتجلـيِّات … وأن هذه التجلـيِّات على قلوب العباد وأرواحهم تكون هى المسببات الدافعة لأعمالهم .. وكُلُّ نَفْسٍ وروحٍ منهم تلتقط من هذه الحضرات ما يناسبها فى كل وقْتٍ وفى كل حال ..
فأفعال العبادِ ، إِنَّما هى نتيجة لتجليَّات الحق سبحانه وتعالى عليهم .. وحضرات الأفعال هى نتيجة لحضرات الصفات والأسماء الإلاهِيَّةِ …

مقتطفة من كتاب ” أنوار الإحسان (أصول الوصول) ” – لعبداللـه//صلاح الدين القوصى

alabd.com

attention.fm