” أخطر قُطَّاع الطرق إلى الله “

شياطين الإنس : الذين يدعون الناس إلى المعاصي وحبِّ الدنيا وشهواتها .

———-

المُخَلِّطين في علمهم : الذين لم يعرفوا بعدُ حدودَ الحلال والحرام ، ولكنَّهم قرأوا حديثاً هنا وحديثاً هناك ، وسمعوا عالِماً هنا وعالِما هناك ، فاختلطت الأمور عليهم ، ولم يضعوا كل شئ في مكانه ، ولم يعرفوا الفرق بين الإفراط والتفريط ، فصار كلُّ ما يرونه مخالفاً لما علموه قراءةً أو سماعاً هو في نظرهم خارجاً عن الشرغِ والشريعة .

———–

بعض العلماء بأوامر الله تعالى : وهم الذين حَصَروا الله تعالى وحجَّروا فضله إلا على قدر ما علموه وعرفوه ، بل وأخذوا من العلْم ما وافق مزاجهم وتكوينهم ، وانتصروا لنفوسهم بالدفاع عن رأيهم بأقوال غيرهم .

قَيَّدوا أنفسهم بظاهر النصوص والأوامر ، واستعلوا علي غيرهم بسلطان العلم الذي تعلَّموه ، وظنُّوا أنهم قد حازوا العلم كله ، ولم يعرفوا عن مِنَنِ الله تعالى وأفضالَه علي عبيده إلا ما عقلوه ، فصاروا هم أنفسهم حبيسي عقولهم وعلمهم .

———–

أنصاف وأشباه الأشياخ : وهم أخطرُ الأنواع ، وهؤلاء هم الذين سلكوا طُرُقاً إلى الله تعالى ، فلمّا ذاقوا بعض معرفته وشهوةَ النفس في انكشاف بعض عوالم الملكوت ، أو استخدموا الرياضة الروحية بعلم الحرف وتسخير الجنِّ وخلافه ، فأجتمع الخلقُ حولهم واحترموهم وأحبُّوهم للخوارق التي تجري علي يديهم ، فوقفوا مع هذه العوالم والخوارق ، وظنُّوا أنهم قد نالوا العلا ، فافتتنت نفوسهم ، وأقبلوا على الخلق بحجَّة الدعوة إلى الله ، وصرف الأذى عنهم من الجن والسحر ومعرفة بعض الغيب ، وتركوا صدق التَّوجُّه لله تعالى ، وانشغلوا عنه بالأغيار .

————-

من كتاب مقدمة ” أصول الوصول ”   صفحة 40

لعبد الله – صلاح الدين القوصي

 

#أحب_محمدا