عَالَمُ المُلْكِ ( ١ / ٢ ) :

في هذا العالم تجري أفعال الله تعالى علي عباده ابتداءً من تصويرهم ، وخلقهم ، وإيجادهم ، وإعاشتهم واللطف بهم ، والهيمنة عليهم ، وتسخيرهم ، وحفظ قوانينهم وحتى يوم فنائهم .

فعَالَمُ المُلْك هو عَالَم الشهادةِ الذي تجري فيه وتظهر أفعالُ الله تعالى على عباده ، وهذه الأفعال تظهر بمقتضى أسمائه العلية …

فبمقتضى اسم الله تعالى الرحيم تظهر الرحمة ، وبمقتضى اسم الله تعالى اللطيف يظهر اللطف ، وبمقتضى اسمه تعالى الرزاق يجرى الرزق عليهم ، وبمقتضى اسمه تعالى المحيي والمميت يظهر إحياؤهم وإماتتهم ..

لذلك نقول أن عالم الشهادة هو عالم الأفعال والأسماء الإلاهية أو نقول هي حضرات الأسماء والأفعال الإلاهية .

وكل اسم من أسماء الله تعالى له حضرته التي تتجلى علي الناس أفعالُ الله فيهم بمقتضى هذا الاسم وخصائصه ، فترى قوما يضحكون ويرقصون ، وقوما ينوحون ويبكون ، وقوما يأكلون ويشربون في سعة ، وقوما في مجاعة وضنك ، وقوما يموتون موتا جماعيا في كوارث ، وهكذا … كل قوم تحت قهرِ سلطانِ اسم من أسماء الله تعالى وأفعاله .

وكل قوم في حضرة ، وكل حضرةٍ لها إسمٌ من أسماء الله ، وكل إسمٍ يجرى منه ما يناسبه من أفعال … والله تعالى هو القاهر فوق عباده جميعا ، وهو الفعال فيهم لما يريد جَلَّ شانه .

من كتاب مقدمة ” أصول الوصول ” صفحة ٥٣

لعبد الله/ صلاح الدين القوصي

#أحب_محمدا