خُذْنِى إليكَ فليسَ لــى .:. إلاَّكَ صَاحِبُ كُلِّ أُنْــــسِ

فى الأرض طالَ بــى الزمانُ

فَصِرْتُ مَرْهُونــاً بَحبْسِـــى

يــا ربُّ لا لُغَـــــــــتى لهُــــم

مفهومةٌ حتى بـِـحـــــــسِّ

بَـــلْ لستُ أفهـــمُ قَوْلَهُــــم

والقولُ إنْ أصرخْ .. كهمْسِ

يــا ربُّ لســتُ أرى جُـــذُوراً

لى ولا فى الأرض كأسِى

خُـــذْنِى إليـــكَ فليــسَ لــى

إلاَّكَ صَاحِبُ كُــلِّ أُنْــــسِ

*****

مِنْ يومِ قُلْتُ “بلى” سجدتُ

فمـا رفعــتُ إليــك رأسـِــى

ورأيتُ نورك فـــى الرسولِ

كَتِــــــمِّ بدرٍ يــــومَ عُــرْسِ

عنْ كُلِّ خلــقٍ غِـبْتُ .. راح

وضاعَ مِنِّى كُــلُّ حِسـِّــــى

مَرَّتْ بِى الدُنيا مع الأخْـرى

وجدْتُهُما كَأَبْخَسِ كُلِّ بَخْسِ

فَتَــرَكْتُهُم .. وطَلَبْتُ ربِّــى

خالِصـاً مِــــنْ كُـــلِّ رِجْـــسِ

*****

قيل: امْكُثْ مَكانَكَ ..لا تَرُم

فالكــلُّ يُصْبِحُ ثُمَّ يُمْسِـــى

ذراتُ طيــنٍ فــى الهـــواءِ

وكُـــلُّ دُنْـــيَاهُمْ كَرِمـْـــسِ

ومنْ استقامَ لهُ جِنَانِـــى

وهِىَ مِنْ نَعْماءِ أُنْسِـــــى

ولأَنْتَ فى الحَالَين عِنْـدى

بينَ أسيافــــى وتِرْسِــــى

لا أنت فــى الدُنْــــــيَا ولا

الأُخْرَى فَتُضْحِى ثُمَّ تُمْسِى

فى نورِ “أحمد” ظِلُّـكُـم

دومـــاً .. كمـرآةٍ وعكْــــسِ

لا غيرُ “طــــهَ” قدْ يراكُم

والخلائِـــقُ بَعْــضُ حَـدْسِ!!

“خَتْمُ الوَلايــــَةِ” لا يُــرَى

أبَــداً .. ولا حَتــى بِلَمْــسِ

يكفيــك هذا يا تُــــــــرى

يا منْ تعيشُ بنار قُدْسى!!

*****

سُبحانَ ربــى .. قــُـلـْـتُ :

حَمْدُ اللَّهِ إيمانــى وأُسِّــى

أنا إن شَرِبْتُ فكأسُ حُبِّكَ

أو نظرتُ فأنْتَ شَمْـسِــى

أنا إن شَبِعْتُ فمِـنْ كلامِك

أو فَرِحْتُ فَمِنْكَ عُرْسِى

أنا تائـــهٌ يــا ربُّ بَــــيْـــنَ

العرشِ فى أنوارِ كُرْسِـى

أنا سابـِــحٌ .. بلْ سـائـِــحٌ

لم أدر ِ أينَ الآنَ أ ُ رْسِى

يا ربُّ حِرْتُ منْ الظُنُـــونِ

ومنْ حَقَائِقِ كُلِّ قـُــدْسِ

قيلَ اصْطَبِرْ .. جَهِّزْ رِحالَك

واصْطَحِبْ سيْفاً بفأسِ !!

مقتطفة من قصيدة ” الغَــريب ” – ديوان ” الحقيق ” – شعر عبد اللـه / / صلاح الدين القوصى