أحببتُ نُورَك سيِّدى و” محمداً ” .:. فالكونُ ضـاق بمُهجتى وفؤادى

بسم الكريـــمِ الواسعِ الإمـــدادِ

واسم العظيمِ إلاهِنا  والهادى

ثم الصلاةِ على النبــىِّ وآلـــهِ

خيرُ الورى أبــداً وخــيرِ عبــادِ

*****

ضاقت بى الدنيا وضِقْتُ بأهلها

ذرعاً  كأنَّ  الخلْــقَ كومُ رماد

صدرى يضيقُ  بها ومن أعبَائها

والنومُ  فيها  صـار كُلُّ سهادى

لا ألتقى فيــها سوى شيطانَها

يجرى  ويرقصُ داعياً ويُنــادى

والناسُ فى جهلٍ أراهُم خلفهُ

يجـرون فى ذلٍ وفى استعبادِ

ألقوا إليـه عقـولَهم وقلـــوبَهم

فأذلَّهم  فرحــاً بســــــوءِ قيــادِ

نحو الهلاكِ وقد نسوا أخراهمُ

حتى تراهم فى هوىٍ ورقــادِ

*****

وذهبتُ أبحثُ عن حكيمٍ عاقــلٍ

منهم  فلم أَلْقَ سوى العُــبَّـــادِ

قومٌ قليــلٌ .. كلهم فى غُـرْبــةٍ

لاذوا بمولانــا الحكيـمِ الهــادى

ياليتهم عاشوا سلاماً هــادئـــاً

بل حولهم بحرٌ من الحسَّــــادِ

هم يتَّقُونَ  أذى العبيدِ بصبرِهم

والناسُ تلمِزُهم  مـع الإبعـــادِ

فى قلبهم حــــبُّ وودُّ  ظــاهرٌ

وقلوبُ غيرهم إنطلت  بسوادِ

هم كالجبــــالِ رواسياً لكـنَّهم

من شرِّ كل الناسِ  فى إجهادِ

*****

لمَّا أتيتُ مواسيَاً قــالوا انتظر

الناسُ هلكى مـــالهم من زادِ

فاذهب إليهم علَّهم  يتحصَّنوا

من شرِّ شيطانٍ وســـوءِ قيــــادِ

قلتُ: ادَّعونى كاذباً ومضللاً!!

قالــوا جهولٌ بالقديـمِ يُنـــادى!!

قالوا: اتركوه ففـيه مسٌّ جاءَه

من شرِّ شيطــانٍ وضربةِ عادى

ضحِكوا .. وقالوا: قبلكم قالوا لنا

الجهـــلُ فيكم مُختـــفٍ أو بــادى

هذى هى الدنيا نعيشُ ليومِنا

واللّه غفَّـــارُ الذنـوبِ  الهادى

إذهب  إليهم ثانياً  فلـربَّمــــا

يستقيظُ  الموتى  من الإرشـادِ

*****

ياربُ  إنِّى تُهتُ  بين عبيدِكم

مالىَ  أراهم أنتنَ  الأجســـادِ

حتى عقولُهمُ يروحُ بها الهوى

وقلوبُهمْ حجرٌ بغـــــــيرِ فــــؤادِ

ياربُ كيف أعيشُ بين  ظهورِهم

وأنا غريــبٌ  أنكروا  إسنــادى

ياربُ خُذنى ضـاق صدرى منهمُ

حتى مــن الدنيــا وكل سوادِ

أحببتُ نُورَك سيِّدى و” محمداً “

فالكونُ  ضـاق بمُهجتى وفؤادى

خُذنى أعيـشُ إليك منطلقاً بكم

فوق العقولِ ومستوى الأجسـادِ

دعنى أعيشُ بحُبِّكمْ وبنُورِكمْ

كالطيرِ  منطَلِقـــاً على الآمـــادِ

قال استقم ..إنَّا بلونـاكم بهم

وهمُ عبيدى  شأنُهم  أولادى

لـو شئتُهمْ لجعلتُهم جمعـاً بِنـــا

هم  مُؤمِنونَ  بِنشـــرِنــا  ومُعادِ

ذا شأنُنَا  نهدى ونفتِنُ مَنْ نشا

وبحقِّ  قدرتِنــــا  على الإيجـــادِ

وأنا الرحيـمُ بهم .. وكم من تائبٍ

يأتى  إلينا  بعد طولِ عــــنـــادِ

فادعُ  إلى  اللّه .. عليك  بلاغُـهم

واترك هــواهم للذِى هو هـــادى

مقتطفة من قصيدة ” الهادى ” – ديوان ” العقيق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى

www.alabd.com