ياسيدى

يــاسيدى .. أنا تائِهٌ فى كَوْنِكـم
ما عُـــدْتُ أفهمُ مـا أَ َرَى وأُلاقى
والكــونُ يُــطْحَنُ .. لا يَقَرُّ قَــرَارُهُ
والكُـــلُّ يجــرى فى جنونِ سِباقِ
بِـدْؤٌ يصيرُ إلى الخِتامِ .. وينتهى
و كـأنـَّــهُ مـــا طــــاف بالآفـاق ِ !!
كَبُرَ الصَّغير .. وصــارَ شَيْخاً فانياً
ومَضَـــى الكبـيــرُ كَنَفْخَـةِ الأبْوَاقِ
والكُلُّ صَوْتٌ فى الفــراغِ مُجَوَّفٌ
يـــأتى ويــذهبُ مثــل خَيْلِ سِباقِ
وانفضَّ عَالَمُهُم .. وقال حَكِيمُهُمُ:
نــومٌ  أتــانــــا .. وانْتـَهَى بفـَـــواقِ
مـــا ثـَمَّ  إلا اللَّهُ .. أنظـرُ  واحِــداً
جـــلَّ  الإلهُ  وعـــزَّ وجـــهُ  البـاقى
أين العبــارةُ .. والإشارةُ .. والذى
زعم الفُتــوحَ له كؤوس الساقى!!
نبتٌ نـمــا .. وتبعــثـــرتْ أوراقُــهُ
ثــم الفنــــا أودَى بِـــذَرِّ  الـــبــاقى
وإذا بـــــزرعٍ غيـرُهُ ينمــــو بـهــا
ويُــعيـــدُ كَـــرَّةَ  ما مَضَى بسيــاقِ
والكلُّ يـبـدو جـاهـــلاً فى عِلْمِهِ
والجهــلُ يركَبُـــهُ  إلى الأعـنـــــاقِ
حتى  إذا  ما مـات  أدْرَكَ  أنَّـــهُ
قد عاش تحت الجهلِ فى استغراقِ

مقتطفة من قصيدة ” حالى ” – ديوان ” الوثيق ” – شعر عبد اللـه // صلاح الدين القوصى