“رسولَ اللَّهِ” ..أدركنى

“رسولَ اللَّهِ” ..أدركنى فإنِّى

على أعتابكمْ حالى ومـالى

*****

رأيتُ الكون يامولاى روحا

بِهِ “عَرْشٌ”.. تلألأ فى امتِثالِ

و”كُرسِـيًّا ” بِــهِ سَبْـعـاً طِباقـاً

ككفِّ يـــدٍ بهـــا بعضُ الرمـالِ

فقال “العرشُ للكرسىِّ” :فازوا

بحبِّ اللَّهِ مَـنْ طلبوا العوالى

فــردَّ عليــهِ : إنَّكَ بابُ ربِّى

ومَهدُ الروحِ فى ضَرْبِ  المِثالِ

فقالَ”العرشُ”:حُزتَ الكونَ طُرَّا

فَـرَدَّ : وإنكــمْ بـابُ المعـــالى

وقالَ “العرشُ للكرسى”:حقًّا

كَمَــــالٌ فى التجـلِّى والفِعالِ

فردَّ عليهِ : يا شرف المعالى

هنيــئــــاً بالجمالِ مع الكمـالِ

وكانَ”اللوحُ”يسجُدُ فى انشراحٍ

فقال:كِلاكُما صُورُ  المَجَــــالِى

هنيـئاً فُـزْتمــا حِســـًّـا ومعنىً

فطـوبـــى للحقيقــةِ والظِـلالِ

وإذ “قَلَمُ” المشيئةِ قد تَبَدَّى

بنـورِ اللَّه فى أحلى مِــــثالِ

وقالَ “اللوحُ”: عندى كُلُّ شىءٍ

أسَـــطِّرُهُ كَأحجــــارِ الجِبالِ

ولكنْ عِنْدَنا الأحكامُ تجرى

وتقضـى باتصـــالٍ وانفــصـالِ

و”أمُّ كتـابنا” فيهـا شــــئـونٌ

من الرحمنِ تشغلُ كُلَّ خالِ

هى الملكوتُ والأقدارُ تجرى

فتجعلُ كُلَّ خَلْقٍ فى انشغالِ

*****

و”رضوانٌ” بِــهِ المولى تجلّى

من الرحمن موصول الحبالِ

وأَمَّا “مَالِكُ النـــيرانِ” حَـقًّا

صِفَاتُ الحقِّ من نارِ اشتِعالِ

و”جبرائيلُ”روحُ اللَّه فيـــنا

و”إسرافيلُ” رُوحِىُّ المَجالِ

و “ميكائيلُ”رزقُ اللَّهِ يسعى

وعـِـنْد الموتِ أَمْـلاكٌ تُوالى

وأمَّا “الساقُ” فى المعنى… فساقى

به الأرواحُ تشْربُ فى انتهالِ

بديعُ نِظامِهِ فى الكونِ يسرى

وكُلُّ الكَونِ دومًا فى ابتِهالِ

*****

متطفة من قصيدة ” الدائرة ( الروح ) ” – ديوان ” الحقيق ” – عبد اللـه // صلاح الدين القوصى