أكبر وأعظم معجزاته ﷺ هو القرآن الكريم.. بأنواره وأسراره وحكمته.. فهو كلام اللَّه للذكر والصلاة.. وهو آيـــات اللَّه للتدبر والتأمل.. وهو كتاب اللَّه الشامل على أنواره وأسراره.. تستجلى من آياته معانٍ ومعان لا نهاية لها.. كل على قدر ما وهبه اللَّه فعندما نزلت ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي (سورة المائدة – الآية ٣) ﴾ ، استبشر الصحابة وعلى رأسهم عمر بن الخطاب بنعمة اللَّه تعالى ورضاه وكان اليوم عندهم عيدا لهذه البشرى، أما أبو بكر الصديق رضى اللَّه عنه.. فقد بكى.. فلما عجب الصحابة من بكائه فى هذا الفرح المبشر به من اللَّه تعالى وسأله رسول اللَّه ﷺ ما يبكيك يا أبا بكر!!؟. قال رضى اللَّه عنه إن هذه الآية تنعيك فينا يا رسول اللَّه !!!
فانظر إلى إدراك أبى بكر وكيف فهم أن كمال الدين يستتبعه انتقال الرسول ﷺ إلى الرفيق الأعلى.. فقد تمت الرسالة .. وكلا المعنيين صحيح .. فبشرى الصحابة حق.. وبكاء أبى بكر حق.. والآية واحدة !! فكتاب اللَّه أسراره لا تنتهى.. ومعانيه لا تفنى..
مقتطفة من كتاب (محمد نبي الرحمة ﷺ) – مقتطفات من مؤلفات عبد اللـه // صلاح الدين القوصى